هاجر محرم: معضلة التعليم: بين كساد المخرجات وسباق اللحاق بسوق العمل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/26/2023

هاجر محرم: معضلة التعليم: بين كساد المخرجات وسباق اللحاق بسوق العمل

مشاهدة
هاجر هشام محرم


هاجر هشام محرم *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

نعيشُ اليوم في زمنٍ متسارع يعدّ فيه هاجس الوظيفة مسيطراً على سير الحياة الإنسانية، سواء بالنسبة لحديثي التخرج أو أولئك الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة، وقد تختلف الطرق التي يسلكها الطالب تبعاً لسوق العمل المستقبلي الذي يستهدفه، فيضيّع رغبةً في جامعةٍ لندرتها في السوق، والعكس صحيح.

وقد كان من المهم مناقشة هذه القضية السّاعية لموازنة قدرة التعليم العالي على الارتقاء بجودته ليسهل على أبنائه اللحاق بسلك التوظيف، وهذا المقال يسرد بضعاً من الأفكار بين المشاكل والحلول.

ينبغي للتعليم العالي أن يكون دارساً لاحتياج السوق الوظيفي المستقبلي، فمع تطور التكنولوجيا وطرق التدريس؛ أصبح من المهم مواكبة هذا التطور ببذل المزيد من الجهد لتغطية الاحتياجات المكثفة التي يُعنى بها السوق، والابتعاد عن الأسلوب التقليدي الجامد المتبع في أغلب الأنظمة، وإلزام التعليم لمراحل محدّدة لئلا يختلط الموظف بسوق العمل بلا مؤهلات، ودراسة حاجات سوق العمل والكفاءات المطلوبة والإحاطة بها في مراحل التعليم المختلفة، والاهتمام بعامل اللغة، والمهارات التطبيقية التي يُلزم بها الطالب للتخرج ليستطيع التكيف مع سوق العمل قبل التحاقهِ به؛ لئلا يصطدم بواقع بعيد عما تعلمه.. ويُحيط سوق العمل الحالي بالكثير من المتطلبات الجديدة كاللغة والبرمجة ويعتمد بشكلٍ أكبر على العقل الحرّ المبدع أكثر من العقل النظاميّ الذي حضر في مراحل تاريخيةٍ سابقةٍ اعتمدت على سرعة وثبات الإنتاجية فقط.

وأدّت مجانية التعليم في بعض الأقطار إلى تخريج العديد من الطلبة الذين يفيضون عن احتياج سوق العمل في تخصصات معينة، كما ذكر الأستاذ حسن حجازي في دراسةٍ نشرها في العام 2016 عن مواءمة مخرجات التعليم، وذكرت الدراسة "عدم التنسيق بين الجامعات واحتياجات سوق العمل وتجلى ذلك في نسبة خريجي العلوم الإنسانية البالغة (73%) مقابل خريجي العلوم الهندسية (14%) وخريجي العلوم الطبية (13%)".

وتبدأ خطوة التغيير بدراسة متغيرات سوق العمل الحالي، والسعي لبناء نظام تعليمٍ جديد يسمح بالانخراط في المجتمع بشكلٍ لائقٍ ويمنع عقباتٍ مستقبلية كالبطالة والركود الاقتصادي.

* بكالوريوس علوم سياسية وإدارة عامة، مهتمة بالكتابة، الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق