خالد البنا: نحو تكوين الذات الواعية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/03/2023

خالد البنا: نحو تكوين الذات الواعية

مشاهدة
خالد البنا

خالد البنا *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

يتعرض الشباب لمختلف أنواع الضغوط والمشكلات التي تهدد شعورهم بالأمن والأمان، وقد تلحق به كثير من الأَضرار في مجتمعنا العربي، ولكن الأمر الفصل في الواقع، لا يعود إلى كم المشكلات، أو حتى الأزمات والكوارث، لا قدر الله، ولكن المُعول عليه، هو مدى إدراكنا لتلك المشكلات، وهذا الإدراك هو الذي له أبلغ الأثر في حسن إدارة والتعامل مع تلك المشكلات، حفاظاً على الأمن والأمان المطلوب للشباب العربي.

والتنوع الكبير في أنواع وأحجام المشكلات التي تواجه المجتمع، يجعل من الصعوبة بمكان أن نحاول، أو حتى نفكر في منعها، فكلمة المنع لم يعد لها وجود في عصرنا، وتلك المشكلات أو لنقل مهددات الأمن والأمان، هو بمثابة واقع لا فكاك منه، ولذا يبقى الخيار المتاح؛ هو العمل على البناء الذاتي للشباب، ما يمكن أن نسميه "الذات الواعية".

وهي التي تعمل على أن يدرك الشباب مستويات الخطورة التي تواجهه، فلا يهرب منها، ولا ينغمس فيها، ويعمل على حسن إدارة المواقف التي يتعرض لها، ومن ثم الخروج من المشكلات التي تعامل معها، وهو أشد قوة، وصلابة في مواجهة المهددات بأنواعها، ومستوياتها المختلفة.

والخطوة الأولى هي إعداد الشباب للمواجهة، والعمل على توسيع مداركهم، بالتعرض المنظم، والمتعدد المراحل لأنواع المشكلات، والمهددات، وكيفية التعامل معها، ومع المزيد من المران، سيتكون لديه تلك الذات الواعية، والتي ليست موهبة، بقدر ما هي مهارة يمكن اكتسابها، والتمرن عليها، ومن ثم سيصبح الشباب أكثر قدرة في التعامل مع تلك المهددات التي تواجهه، وتكوين تلك الذات الواعية القادرة على الفهم، واستخلاص النتائج، والتي تثير مهارات التفكير متعدد الأنواع، فيستقبل كل الأفكار، ويعمل على استخلاص ما يفيد منها، ويلفظ ما يضر، فيبقى الشباب لا خوف عليهم، لأن لديهم من المناعة النفسية، والذات القوية، والمرنة، ما يمكنه من حُسن إدارة تلك المهددات.

وتكوين تلك الذات الواعية، ليس بالأمر الهين، ولكنه أيضاً ليس بالأمر المستحيل، ويحتاج فقط لكثير من المثابرة، والجلد، حتى يصبح الشباب العرب درعاً واقياً للأمة في مواجهة مهددات الأمن والأمان.

* دكتوراه في علم النفس، اختصاصي نفسي، مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق