مشاهدة
أمل توكل علي أحمد *
يأتي في أذهاننا عند تكرار صدى صوت كلمة (التحرر) كيف يمكننا التحرر من قيود المجتمع؟ وكيف نتجاوز سور القوانين غير المنصفة لهوانا؟ وكيف نتحرر من العادات؟ وإلى غير ذلك.
يغيب عن عقولنا أن التحرر يبدأ من دواخلنا، عن طريق المواجهة والتخلص من خبائث النفس وأمراض القلب، عن طريق الاستفادة من أهم ثروة للإنسان، وهي ماضيه وماضي أجدادنا الذي نتوارث منه الخبرات والتجارب ونضج العقل، وأنه هو إرثك طيلة حياتك.
الماضي ليس بنقمة بل نعمة، الإنسان تاريخ، والتاريخ ماضٍ لك، حُفِرَ لمغامراتك التي تشهد على عدم تقصيرك في السعي ومحاولاتك العديدة، وتعثراتك وقيامك من جديد.
التحرر الذاتي هو أن نتخلص من القيود والحواجز الداخلية التي تقف أمام ذاتنا ورؤيتنا وعلاقتنا بالمحيط الخارجي، هو الدافع على أن نخفف من وكر ما تألمنا منه في الأمس ونستغله لحياة اليوم ونستعد لغد مشرق.
التحرر الذاتي يعلِّمنا حالة الوعي الكامل، كيف نفتح عيوننا وكيف نكترث بالعوالم التي تهمنا، خاصة من الماضي، والحاضر للمستقبل.
نتداول كيفية إعادة بنية النفس من جديد وفتح مداخل النفس ومحاوراتها التربوية والإيجابية، وترويضها بالقيم الدينية المتسامحة، ونعي فلسفة جمال الطبيعة باللحظة الراهنة وسير الإدراك الكامل للأحداث من حولنا.
التحرر يشجعنا بأن ننتقي في وسط الفوضى والازدحام الذي يملؤنا من الداخل بما نريد أن نفكر به وإيقاف الجَرَيان التلقائي لأفكارنا وأفعالنا السوداوية وتحويل مسارها إلى ما يدخل الإشراقة إلى أرواحنا.
الهدف من التحرر هو الالتزام والالتصاق بالإنسانية تجاه نفسك ومن حولك وتزكيتها وتربيتها بدايةً من أفكارك، قِيَمك وسلوكياتك.
التحرر الذاتي يعاونك في التفتيش عن نفسك، وطرد ما يعارض قيمتك، يدعمك في ردع وساوس النفس حتى تنتصر عليها، وأن لا تخجل من صفعات الأيام فهي دروس ثمينة.
إنها مسألةُ سلوك واعٍ وإرادي بأن نواجه ذاتنا ونحيا من الداخل قبل الخارج.
*بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، مصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عن باث أرابيا
"باث أرابيا patharabia" شركة غير ربحية تهتم بقضايا الشباب العربي وتطلعاتهم، وتقدم جائزتي الإبداع العربي للشباب وعدستكم للتصوير الضوئي، وكذلك تقدم خدمات على مستوى عالٍ في الدراسات والأبحاث والاستراتيجيات والسياسات والاتصالات والإعلام المؤسسي والاستشارات.
ممتاز
ردحذفجيد لمعرفة النفس أكثر
ردحذف