محمد حامد: التعليم العالي والفجوة العميقة بين الدراسة ومتطلبات سوق العمل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/25/2023

محمد حامد: التعليم العالي والفجوة العميقة بين الدراسة ومتطلبات سوق العمل

مشاهدة
محمد حامد

محمد حامد *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

مما لا يخفى على أحد أن التعليم العالي يواجه أزمة حقيقية بالتعارض بين ما يدرسه الطالب وما يحتاجه سوق العمل، وقد حدثت في الآونة الأخيرة فجوة كبيرة بين هذا وذاك، فجوة تجعلنا نشحذ كل قدراتنا لسد تلك الفجوة العميقة، وإلا فسيصبح ما يدرسه الطالب الجامعي لا قيمة له حينما يصطدم بمتطلبات سوق العمل التي لا يعرف عنها شيئاً.

ويبدأ تطوير التعليم العالي بتطوير المعلم، وليس بتطوير المناهج الدراسية فحسب، فيجب أن يكون الأستاذ الجامعي على قدر عالٍ من العلم والثقافة، والتفاهم، كي يستطيع التواصل مع طلابه، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى طريق مسدود، ويخرج الاثنان خاسرين.

وبعد ذلك يتعلق التطوير بالدراسة العملية الحقيقية، وعدم الاكتفاء بكلام نظري لا طائل منه، فيجب أن يُدرَّبوا بالنزول إلى سوق العمل والتدريب على كل ما درسوه من الألف للياء قبل تخرجهم، والتأكد من أن كل طالب كفء لما أعد له، ومن لم يكن كفئاً لعمله لا يبرح جامعته حتى يتعلم كل ما جرى دراسته، ولا تختزل سنوات الدراسة بشهادة معلقة على الحائط لا تنفع صاحبها في شيء.

ويجب أيضاً إطلاق العنان للطلاب للتحرر من كل قيد، وأن يعبروا عن آرائهم، واستشارتهم في كثير من الأمور المتعلقة بالدراسة، وسماع شكواهم، مع الوضع في الحسبان الدعم المادي، فالجامعات قد نشأت من أجل الطالب وله الأولوية الأولى فيها، فإن لم ينعم بحقه في التعليم الجيد، فسيصبح بلا قيمة في مجتمعه وعبئاً على دولته، فلا يتمنى أي مجتمع أن يسود فيه الجهل وينخر في كل ركن من أركانه حتى يهدمه.

وفي الختام: يجب النظر بعين الاعتبار إلى الشباب، فهم أمل أي مجتمع ينوي النهوض، ولا نهوض دون طلاب حصلوا على حقهم في التعليم، ووضعوا في مكانهم المناسب حتى يكونوا سبباً في نهضة مجتمعهم، ولا أمل في أي مجتمع يبخس حقوق شبابه في نيل التعليم العالي الجيد.

* بكالوريوس شريعة وقانون، محب للفلسفة والشعر، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق