![]() |
حفصة بامو |
حفصة بامو *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
إن طلاب التعليم العالي بحاجة إلى معلمين مبدعين وإدارة داعمة ومتفهمة لمتطلبات سوق العمل لتوفير فرص أفضل لطلابنا.
لهذا يجب تزويد الطلاب بالمعرفة الكافية لمواكبة المتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي الذي نشهده، هذا يتطلب تكييف المناهج الدراسية بما يتناسب مع الطلاب ويلبي متطلبات التجديد والتطور التربوي بما في ذلك الارتقاء بالممارسة التعليمية وتطويرها من شكلها التقليدي القائم على الحفظ والتلقين وتقييم التعلّم بناء على معايير وأهداف موضوعة مسبقاً، إلى نهج تربوي حديث يركز على المتعلم باعتباره قطب الرحى في العملية التعليمية.
فالمعلم دوره يجب أن يتمثل في التحفيز على الإبداع وتنمية مهارات التواصل، واستخدام التقنيات التعليمية الحديثة، وإثارة خيال طلابه من خلال التعلم الفعال، لذا يجب اختيار الأدوات الفعالة في توصيل رسالته بناء على طبيعة الموقف التعليمي والبيئة الصفية، واستكشاف الموهوبين والعناية بهم، إلى جانب دوره في غرس القيم والأخلاق والثوابت، ولا ننسى أهمية تدريب المعلمين وتطوير كفايتهم لمسايرة التقدم العلمي والتطور التكنولوجي لما سيكون له من مردود قوي باعتباره رافعة أساسية في تطوير التعليم.
ولا يمكن إغفال دور الكليات في مراجعة وتحديث برامج إعداد المعلمين باستمرار، واعتماد الوسائل الحديثة لمواكبة التطور وتحسين كفاءة الخريجين من خلال تسليحهم بمنظومة ثلاثية الأبعاد أساسها القيم، باعتبارها السياج الحامي للأنشطة الإبداعية كافة، والتطبيق الفعلي لما يجري تحصيله من معارف ومهارات، إضافة إلى التعهد ببرامج التدريب والتطوير المهني التي يحتاجها الميدان التربوي، والسعي إلى الشراكة والتعاون مع الهيئات ذات الصلة.
لذا فإن دور المؤسسات التربوية هو التحول إلى التعليم الإبداعي الذي يركز على تعلم التفكير المستند إلى المعرفة، فالصراع بين الدول المتقدمة هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى سبق علمي، والفرق بين الأمم لا تصنعه الأموال إنما تصنعه الأفكار، لذا علينا بناء الطالب فكرياً وتأهيله نفسياً ومنحه حرية الإبداع ليتفنن في سوق الشغل.
* بكالوريوس اقتصاد وتسيير، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق