بغداد بن ملكة: أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/01/2023

بغداد بن ملكة: أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

مشاهدة
بغداد بن ملكة

بغداد بن ملكة *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)


الرزق والخوف من النعم الدنيوية التي بشر بها الله تعالى قريش بأنه أمَّنهم من خوف الجوع وقد أطعمهم ويسَّر لهم الرزق، وأمَّنهم من عدوهم، ويخبرنا في آية أخرى أنه لا بد من ابتلاء عباده بالمحن ليختبرهم وهذه سنته تعالى في عباده فيقول: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} (البقرة).

 إذاً من هنا على شبابنا أن ينتبه لمتطلبات الأمن والأمان التي نحوزها متمثلة في الطمأنينة التي نعيشها ونفتقد لذتها، فبما أنه لدينا ما يسد رمقنا من الأكل وما يحمي جسدك من البرد ونتمتع بالحرية، فنحن في أمان لقوله تعالى: {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، ومصداقاً لقوله (صلى الله عليه وسلم): (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).

وهناك مبدأ فرنسي يقول (pain et paix) أي الخبز والسلم وكأنه مستلهم من قبس نور الحديث، في حين تتعالى الصيحات منذ السبعينات للتحذير من الزيادة السكانية التي ستسبب نقصاً حاداً في الأمن الغذائي والصحي وسيتأثر السواد الأعظم من ذلك ويموت منهم الملايين، وانتظر الناس يتوجسون خيفة من المستقبل إلا أنه لم يحدث أي من توقعاتهم بل بالعكس فقد تضاعف تزايد السكان أكثر مما كانوا عليه، في حين يدفعون بملايين الدولارات لصناعة الأدوية الخاصة بالنحافة بدل أن توجه تلك الأموال إلى استغلالها في المجال الفلاحي وتوفير الأمن الغذائي الذي صدعوا رؤوسنا به، وبعد أن يتحقق هذا المبدأ تأتي المبادئ الأخرى التي لا تقل أهمية كالأمن الفكري الذي للأسف الشديد لا يحظى لدى شبابنا بما يليق من الاهتمام لأنه لا يدخل ضمن أولوياتهم، برغم أن اختلال توازنه يهدد شعور الناس في طمأنينتهم ويزعزع الاستقرار.. ومن هنا يمكننا توديع حياة المجتمع الهادئة، فبعدم وجود مصادر فكرية موثوقة تؤمن السلامة وبالتالي حماية المجتمع من تفشي التطرف وارتفاع نسبة الجريمة وصولاً للإرهاب المدمر، هذه المميزات مجتمعة تؤثر لا محالة على الجانب الفكري والعقائدي وتؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.

* كاتب ومراسل وفنان تشكيلي، الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق