
القاهرة: رامز الشيشي
يُعد تأسيس الدولة السعودية الأولى في 22 فبراير من العام 1727 لحظةً فاصلةً واستثنائية في التاريخ العربي والإسلامي، والمملكة العربية السعودية لديها يومان في ماضيها لهما أهمية كبيرة. هذان اليومان، اللذان يمكن للمرء أن يُطلق عليهما تواريخ حجر الزاوية، هما يوم التأسيس واليوم الوطني.
فيمثل يوم التأسيس، الذي وقع في 22 فبراير 1727، أصل الدولة السعودية الأولى التي أنشأها الإمام محمد بن سعود. ووضع هذا اليوم الأساس لإنشاء كيان سياسي من شأنه أن يتصاعد في نهاية المطاف إلى المملكة العربية السعودية الحالية. من ناحية أخرى، يرمز اليوم الوطني، الذي يجري الاحتفال به في 23 سبتمبر، إلى اندماج المملكة تحت سيطرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.
ولذلك، سيجري توضيح تأسيس الدولة السعودية من خلال تكييف مزيج مُعقد، ولكنه ضروري من (نظرية بناء الدولة، والنظرية البنائية، ونظرية رالف ستوغديل للقيادة)؛ لفهم آلية نهوض المملكة العربية السعودية في المنطقة العربية والإسلامية، فضلاً عن بروزها كفاعل دولي محوري على الساحة السياسية الدولية. بجانب توفير فهماً مبسطاً شاملاً لدور المؤسسات والصراعات على السُلطة والقيادة في تأسيس المملكة العربية السعودية وتقدمها.
فوفقاً لنظرية بناء الدولة، فإن إنشاء حكومة مركزية يتطلب توطيد السلطة السياسية والاقتصادية من خلال مؤسسات مثل الملكيّة والجيش. لعبت سلالة آل سعود دوراً أساسياً في توحيد السلطة السياسية وتأسيس النظام الملكي كمؤسسة أساسية في المملكة العربية السعودية. كما لعب الجيش دوراً مهماً في الحفاظ على الاستقرار وحماية الدولة من التهديدات الداخليّة والخارجيّة.
فوفقاً لنظرية بناء الدولة، فإن إنشاء حكومة مركزية يتطلب توطيد السلطة السياسية والاقتصادية من خلال مؤسسات مثل الملكيّة والجيش. لعبت سلالة آل سعود دوراً أساسياً في توحيد السلطة السياسية وتأسيس النظام الملكي كمؤسسة أساسية في المملكة العربية السعودية. كما لعب الجيش دوراً مهماً في الحفاظ على الاستقرار وحماية الدولة من التهديدات الداخليّة والخارجيّة.
ويُمكن النظر إلى الدولة السعودية الحديثة على أنها نتيجة لمشروع تطوير الدولة الناجح الذي عمل فيه النظام الملكي والجيش معاً بشكلٍ مرنٍ لا لبس فيه على إنشاء "حكومة مركزية" ذات أساس سياسي واقتصادي متين لفرض السيطرة على حدود الدولة كافة، واستغلال الموارد وتوظيفها من أجل بدء فكرة التحديث Modernization على المستويات كافة.
فيما تؤكد النظرية البنائية على الدور المحوري للحركات الاجتماعية والدينية في تشكيل الهوية والمسار السياسي للدولة. وفي المملكة العربية السعودية، كان للمؤسسة الدينية تأثير كبير على تشكيل هوية البلاد وتوجهها السياسي. فقد نشأت الدولة السعودية الحديثة من خلال ترتيب ومنهج مدروس حينها بين السلطة السياسية والمؤسسة الدينية.. الأمر الذي يوضح مدى أهمية تفاعل الشخصيات الدينية والسياسية في تشكيل الدولة السعودية وحرصهم على التفاوض والتعاون في صياغة مستقبل الدولة وتقدمها.
فيما تؤكد النظرية البنائية على الدور المحوري للحركات الاجتماعية والدينية في تشكيل الهوية والمسار السياسي للدولة. وفي المملكة العربية السعودية، كان للمؤسسة الدينية تأثير كبير على تشكيل هوية البلاد وتوجهها السياسي. فقد نشأت الدولة السعودية الحديثة من خلال ترتيب ومنهج مدروس حينها بين السلطة السياسية والمؤسسة الدينية.. الأمر الذي يوضح مدى أهمية تفاعل الشخصيات الدينية والسياسية في تشكيل الدولة السعودية وحرصهم على التفاوض والتعاون في صياغة مستقبل الدولة وتقدمها.
إلى جانب ذلك، تؤكد نظرية رالف ستوغديل للقيادة أهمية القيادة في تشكيل الدولة وتقدمها. فمن خلال قيادته الكاريزمية وفطنته السياسية، لعبَ الملك عبدالعزيز دوراً حاسماً في تشكيل وتطور الدولة في المملكة العربية السعودية. فقد مكنت القدرات القيادية للملك عبدالعزيز من التفاوض مع مختلف الأطراف، بما في ذلك زعماء القبائل والزعماء الدينيين والقوى الأجنبية؛ لتوحيد السلطة السياسية وإقامة الدولة السعودية الحديثة، وهذا يُثبت تأثير خصائص وسلوكيات الملك عبدالعزيز القيادية على نشوء الدولة وتطورها من خلال تبيان أهمية القيادة ومتطلبات الوضع القيادي عموماً في تشكيل الأحداث التاريخية وفي تعميق علاقتها الدبلوماسية مع القوى العظمى وقتذاك.
وختاماً لذلك، تستطيع التأكيد وإثبات صحة تكييفنا لتلك النظريات على واقع نشأة الدولة السعودية الحديثة من خلال مزيج من القوة السياسية والاقتصادية، والتوافقات الدينية والسياسية، والقيادة القوية القادرة على الإيفاء بمتطلبات الوضع القيادي. وبالنظر إلى ذلك، فمن المنطقي أن نستنتج أن هذه العناصر مطلوبة لتشكيل الدولة بنجاح. على سبيل المثال، إذا كانت الدولة تفتقر إلى نظام مركزي للسلطة السياسية والاقتصادية، فإنها ستجد صعوبة في توطيد السلطة وفرض الهيمنة. وبالمثل، إذا لم تتفاوض الجهات الفاعلة الدينية والسياسية، فمن المرجح أن تعاني الدولة من الصراعات الداخلية وعدم الاستقرار.
وختاماً لذلك، تستطيع التأكيد وإثبات صحة تكييفنا لتلك النظريات على واقع نشأة الدولة السعودية الحديثة من خلال مزيج من القوة السياسية والاقتصادية، والتوافقات الدينية والسياسية، والقيادة القوية القادرة على الإيفاء بمتطلبات الوضع القيادي. وبالنظر إلى ذلك، فمن المنطقي أن نستنتج أن هذه العناصر مطلوبة لتشكيل الدولة بنجاح. على سبيل المثال، إذا كانت الدولة تفتقر إلى نظام مركزي للسلطة السياسية والاقتصادية، فإنها ستجد صعوبة في توطيد السلطة وفرض الهيمنة. وبالمثل، إذا لم تتفاوض الجهات الفاعلة الدينية والسياسية، فمن المرجح أن تعاني الدولة من الصراعات الداخلية وعدم الاستقرار.
علاوة على ذلك، سيكون من الصعب على الدولة الإبحار في الديناميات السياسية والاجتماعية المعقدة وتعزيز السلطة في غياب قيادة قوية تلبي متطلبات شعبها. ويجسد تشكيل الدولة السعودية الحديثة كيف يمكن لهذه العوامل أن تتفاعل لتشكيل نتائج الأحداث التاريخية. فقد لعبت عائلة آل سعود والمؤسسة الدينية والملك عبدالعزيز أدواراً مهمة في تشكيل وتطوير المملكة العربية السعودية بشكلٍ عام، وأن عملية التوحيد تُعد نتيجة حتمية للتأسيس الذي حدث في العام 1727 على يد الإمام محمد بن سعود، ولكل حديث حادث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق