![]() |
مريم محمد صبري |
مريم محمد صبري *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
مفهوم الأمن والأمان يختلف من بيئة لأخرى، فكما الإنسان البدائي يصبح الأمان للشباب في المناطق ذات الفرص المعدومة متمحوراً حول توفير قوت اليوم وأساسيات الحياة لمن يعول، متجاهلاً احتياجه للأمان العاطفي والنفسي وتنحصر كل محاولاته للشعور بالأمان في الماديات ما ينتج عنه انتشار الجريمة والعنف.
على الجانب الآخر ومع تحسن الظروف المعيشية وإشباع الجانب المادي لدى الشباب، تظهر جوانب أخرى للشعور المعقد الذي يسعى وراءه الشاب في مرحلة تكوين ذاته، ويجد أنه يحتاج لإشباعها وتتمثل في الأمان العاطفي والنفسي.
ويجري إرضاء هذه الجوانب من مصادر عدة، بعضها هو مصدرها السليم مثل العائلة وأساليب تربيتهم في الطفولة، وهل كانت مراحل تكوينه صحية أم لا، فهناك أساليب تربية تشعر الأبناء بعدم الأمان في أكثر الأماكن التي يجب أن تشعرهم بذلك وهو المنزل، كالتعنيف والابتزاز العاطفي وغيرها من الأساليب، التي تخرج لنا شباباً لا يشعرون بالأمان وغير قادرين على التعامل مع المجتمع والثقة فيه بسبب صدمات الطفولة، كل هذا قد يؤدي بالشاب إلى البحث عن الأمان في طرق غير صحية، كالعلاقات المؤذية التي تعد محاكاة لواقع عاشوه قبلاً في محاولة من اللاوعي لتغيير السيناريو لكن عبثاً، والمخدرات التي تشعرهم بسيطرة مؤقتة على أمور حياتهم وما يتبع هذا الشعور من أمان وهمي.
ومن هنا نستنتج أنه لكي نخرج شاباً سوياً يشعر بالأمن والأمان يجب أن تتوافر متطلبات عدة، مسؤول عن هذه المتطلبات مؤسسات عدة ابتداء بالمؤسسة الأساسية وهي الأسرة وزرع الشعور بالأمان في أبنائهم، حتى المؤسسة الأكبر وهي الدولة، فكيف يشعر شاب حر بأمان في موطنه إذا أشعره الوطن بالمهانة والذل؟ كيف يشعر بالأمان إذا كان مضطراً لأن يخوض حرباً يومية لتوفير قوت يومه؟ وإذا علم أنه إذا مرض فلن يجد الدواء وإن مات فروحه هباء؟
* طالبة جامعية تخصص علم النفس الإكلينيكي، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق