"البريكنج" صديق أطفال غزة لعلاج صدماتهم النفسية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/26/2023

"البريكنج" صديق أطفال غزة لعلاج صدماتهم النفسية

مشاهدة
الشاب أحمد الغريز

غزة: طارق حمدية

في شوارع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في مدن قطاع غزة كافة، والمناطق المهمشة، يحتشد عدد من الأطفال ويلتفون حول الشاب أحمد الغريز، يندمجون مع فقرات الرقص التي يقدمها برفقة أصدقائه في المجال نفسه، والذين ينفذون مبادرات بجهد ذاتي لعلاج الأطفال من الصدمات النفسية، من خلال الرقص الاستعراضي المعروف باسم "البريكنج" والذي يضم حركات بهلوانية وجمباز وتمارين رياضية أخرى.

يعمل الغريز (32 عاماً) منسقاً ومستشاراً في مجال علاج الصدمات النفسية والتفريغ عند الأطفال، وينفذ العديد من الفعاليات والأنشطة في شوارع المدن وأزقة المخيمات الفلسطينية، لإنقاذ البراعم والأطفال من الآثار الكارثية الناتجة عن الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وقد حصل الغريز على شهادة في دراسات ما بعد الصدمة، وأمضى سبعة أعوام من حياته في أوروبا، وأنشأ أول مدرسة لتعزيز ثقافة "الهوب هوب" و"البريكنج" في فلسطين، وبجانب ذلك يستخدم بعض الأنشطة لعلاج الأطفال من الصدمات والسلوكيات الخاطئة.

وعن استخدام الرقص الاستعراضي في علاج الصدمات النفسية يقول صاحب الفكرة لـ"باث أرابيا": "أعمل مع الأطفال معالجاً نفسياً، من خلال تحديد الأزمات التي مروا بها والاستماع لهم، وبعض تمارين البريكنج التي تُعقد باستمرار، نقدم الدعم النفسي لعدد من الأطفال، ونساهم في تفريغ الطاقات السلبية لديهم، من خلال التعبير الحركي والرقص التعبيري والإيقاع والإدراك الجسدي، فكل تمرين يعزز من القيم عند الأطفال مثل التعاون والاتصال والتواصل والجرأة، إضافة إلى اتخاذ القرارات".

الأطفال يمارسون البريكنج

ويندمج عدد من الأطفال بشكل سريع مع فقرات الرقص العالمي "البريكنج"، والتي تُنفذ في الوقت الحالي كعلاج نفسي للأطفال، ويتخذ الغريز مركزاً مختصاً لهذا الغرض في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وتُستخدم بعض الأنشطة والتمارين الخاصة في العالم كطريقة علاجية مع جهود إعادة التأهيل والاستشارات التقليدية بهدف تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب وما تسببه الصدمة من ضغط.

يضيف الغريز: "العروض الفنية الاستعراضية التي نعمل عليها، تخفف من شعور الأطفال بوصمة الصدمات النفسية بشكل تدريجي، من خلال المشاركة في جلسات البريكنج الدائمة وبعض التمارين والأنشطة، ما يخلق استقراراً نفسياً لديهم، لكن في البداية لم يتقبل مجتمعنا الفلسطيني هذه الثقافة وما نقدمه، حيث يعدون رقص هؤلاء الشباب في الشوارع بالفتنة والأمر غير الطبيعي، وفي وقت لاحق تمكنا من جذب المجتمع ليتقبل ما نقوم به، واستطعنا دمج القضايا التي يعيشها أهالي القطاع بالعروض الراقصة وإبرازها".

مجموعة من الشباب يمارسون البريكنج

يسعى الغريز لتكوين فريق مختص ودائم يخوض غمار المنافسة ويصل للعالمية، إضافة إلى مشاركته في أولمبياد 2024 المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس، لا سيما أن هذا الفن الراقص يعد واحداً من أنواع الرياضة الأولمبية.

وبحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإن ما يقرب من 500 ألف طفل في قطاع غزة بحاجة إلى رعاية وتأهيل نفسي من ما يعانونه، فيما يمثل الأطفال في القطاع البالغ عدده 2.3 مليون نسمة نحو النصف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق