إسماعيل محمد الأمين المامي: تلاؤمٌ والْتِئام بين محتوى التعليم العالي ومقتضيات سوق العمل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/23/2023

إسماعيل محمد الأمين المامي: تلاؤمٌ والْتِئام بين محتوى التعليم العالي ومقتضيات سوق العمل

مشاهدة
إسماعيل محمد الأمين المامي


إسماعيل محمد الأمين المامي *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

المُواءمةُ بين التعليم العالي ومُخرجات سوقِ الشُّغل، من أكبرِ التحديَّاتِ التي تُواجهُ دُوَلَ "العالم الثالث"، وقد سعتِ العديدُ من الحكوماتِ العربية سعياً حثيثاً؛ لوضعِ استراتجيَّةٍ تُوَفِّقُ بين القطاعين؛ لأنَّ التعليمَ العالي يُمثِّلُ مرحلةً فيْصليَّةً في حياةِ الشاب العربي، إذْ إنهُ يُحلمُ ساعةَ تخرجهِ بكرسيِّ عملٍ شاغر! يناسبُ هِوايتهُ وقدرتهُ المعرفية فإذا به أمام مَخالبِ البِطالةِ تنهشُه سنينَ عدداً؛ ومردُّ هذه الأزمةِ عدم التَّوفيق بين القطاعيْن، أوْ لربما ضآلةُ فُرصِ العمل؟ أم أنَّ مقرراتِ التعليم في وادٍ غير وادِي مُتطلباتِ التشغيل؟ وكيف لنا أن نُحقِّقَ هذه المُواءَمةِ؟

حصيفُ الرؤيةِ للسَّاحتيْن "التشغيلية والتعليمية"، لا يخفَى عليهِ اكتظاظُ سوق العمل ووفرةُ الراغبين فيهِ، وذلك لأسباب شتَّى، يعودُ معظمُها في موريتانيا إلى إهمالِ قطاع التعليم بصفة عامة وسدنتهِ بشكل أخص، كما نلاحظُ تقَادُماً في ما يُدرَّسُ مُقارنةً بِمُلِحَّاتِ الشُّغل، زيادةً على الكمِّ الهائلِ من الخِرِّيجين.

والسبيلُ الأنجعُ لتطوير تعليمنا وجعلِ حاجيَّاتِ العمل مُواكبةً لهُ؛ نبذُ ما سلف ذكرهُ من الدَّواعِي، علاوةً على تطبيق البُنود المُقترحةِ:

- إعادةُ النظر في مقرراتِ التعليم وغربلتِها، وربطِها بمُتطلباتِ العمل تطبيقاً لا نظرياً؛ حين ذاكَ يسْهُلُ الوُلوجُ إلى سلكِ التوظيفِ باستحقاق.

- إسعافُ الأوائل من كلِّ تخصص بمِنحٍ إلى جامعاتٍ غربيةً للنَّهلِ من خبرةِ أدمغتهم... ومُراعاةِ مُيُولاتِ الطُّلاب حينَ توجِيهِهم.

- إنشاءُ مكتباتٍ ضخمةً وجامعاتٍ نموذجيَّة وخَلْقُ تَخصُّصاتٍ تُسايِرُ ركْبَ الحضارة، ووضعُ الأساتيذِ والطلابِ في ظروفٍ مناسبة للإبداع.

- ليكُن معيارُ التَّوظيف على أساسِ ماذا تُتْقِن؟ لا ماذا تعرف؟

- الحدُّ من ظاهرةِ الغشِّ المُنتشرةِ في منظومتنا التعليميَّة قاطبة.

- دَعْمُ المشاريع النَّاميةِ في القطاع الخاص.

- تعريبُ التعليم العلمي والاِهتمام بلغاتِ العصر كالإنجليزية.

وصفوةُ القولِ: إن مدارَ حياةِ الإنسان المُكرَّم يقومُ على "التَّعلُّم" وقد نفى اللهُ وجهَ المقارنة بين الصِّنفيْن فقال: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) كما حضَّ على العملِ فقال: (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)، فجديرٌ بالمسؤولين أن يُولُوا عنايةً فائقةً لسدنةِ الوطن وأجيالِهمُ الصَّاعدة.

* طالب جامعي، تخصص دراسات عربية، موريتانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق