يعرب يوسف: مقومات الأمن والأمان للشباب - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/05/2023

يعرب يوسف: مقومات الأمن والأمان للشباب

مشاهدة
يعرب يوسف

يعرب يوسف *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

ارتبط مفهوم الأمن والأمان منذ القدم بوجود دولة ذات سيادة قادرة على الحفاظ على تماسك أركانها مما يوفر بيئة مناسبة لقيام مختلف الأنشطة البشرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على حد سواء. إن العلاقة بين المفهومين سابقي الذكر ليست مجرد علاقة لغوية أو اصطلاحية فوجود الأمان الذي يعني حالة الاستقرار للدولة على مختلف الأصعدة وحمايتها من أي تهديد سيفضي بالضرورة إلى الأمن الذي يمثل الحالة النفسية والداخلية للأفراد وشعورهم الإيجابي تجاه كينونتهم كمواطنين محفوظة حقوقهم.

لكن المجتمع العربي لطالما عانى من الفقدان الكلي أو الجزئي لحالة لأمن والأمان نتيجةً لعوامل عدة أبرزها تعرضه المتكرر للتهديدات الخارجية التي أفضت عبر التاريخ إلى عدة حروب نتج عنها سلب أجزاء من الأرض العربية، إلا أن التهديد العسكري لم يعد هو التهديد الوحيد في ظل تطور أساليب ووسائل الصراع، فلم يعد وجود قوة عسكرية أجنبية على الأرض العربية أو على حدودها هو الخطر الأوحد حيث عمدت القوى الخارجية إلى زعزعة الأمن الداخلي للمجتمع العربي بطرق عدة بجعله ينقسم داخلياً على نفسه حيث أدخلته عبر العقود الماضية بسلسلة من النزاعات والانقسامات الداخلية تكاد لا تنتهي عن طريق تشويه مفهوم الإنتماء عند الشباب العربي وجعل إنتماءاتهم مناطقية، طائفية، عشائرية.. وإبعادهم عن حقيقة هويتهم، حيث أصبحت الأيديولوجيا هي السلاح الأخطر الذي أدى إلى حالة من الصراع الداخلي، وبأحسن الأحوال إلى حالة كراهية بين أفراد الشعب الواحد نتيجة ارتباطهم الأيديولوجي (ديني أو سياسي) بجهات خارجية. 

بناءً على ما سبق يمكننا القول إن إعادة أدلجة الشباب العربي إلى انتماء يوحدهم هو أهم مقومات الأمن والأمان في هذه المرحلة وبلغة أخرى إيجاد هوية جامعة للإنسان العربي تمثل حقيقة المجتمع العربي ضمن المسار التاريخي السليم وتجعله أكثر تماسكاً. 

فالهوية بمفهومها الشامل الذي يعني الانتماء للكل لا للجزء والارتباط بكامل تراب الوطن لا بحيز جغرافي ضيق ضمن حدوده تمنع الإملاءات الخارجية وتشكل اللبنة الأولى لتحقيق الأمن الشامل بكافة مستوياته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

* بكالوريوس أدب إنكليزي، مهتم بالكتابة والسينما، سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق