سوزان الصعبي: بعيداً عن الأحلام وقريباً منها .. ما يحتاجه الشباب العربي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/04/2023

سوزان الصعبي: بعيداً عن الأحلام وقريباً منها .. ما يحتاجه الشباب العربي

مشاهدة
سوزان الصعبي

سوزان الصعبي *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

أنا الآن سعيدة أكثر من أي يوم مضى، فقد صرت أشعر بأن حياتي في الغد القريب لن تبقى كما كانت، وأن الأجيال المقبلة ستعيش في بلادنا العربية كما يليق بالإنسان، إذ إن بلادنا الجميلة لا ينقصها شيء، نملك من المقدرات البشرية والخيرات الطبيعية ما يؤهلنا للعيش بكرامة، سنصير أحراراً نملك القرار والإرادة والقوة الكفيلة بأن نستثمر إمكانياتنا وثرواتنا دون أن يسرقها منا أحد.

وهل هذا مجرد حلم ولن يتحقق أبداً؟ لن يبقى حلماً إن تسلّحت شعوبنا بالوعي الكافي لتحقيق أهدافها، فنحن العرب لا تنقصنا العقول ولا توهن عزيمتنا الصعاب، وقد تعرضنا خلال تاريخنا الطويل للكثير من الحروب والأزمات ونهضنا دائماً، وعلينا الآن أن نقف ونعمل ونثابر من أجل الفوز بحياة آمنة وكريمة، من حقنا أن نعيش في بلادنا بأمان دون أن يتعرض لنا أحد، وأن نملك اليقين بقوتنا وبقدرتنا على بناء وطن يكفل لجميع أبنائه حقوقهم المادية والمعنوية، وأن لا يتوانى أي فرد عن القيام بواجباته على أتم وجه.

نحن الشباب العربي نحتاج إلى الشعور بالمواطنة، وأن هذه الوطن لنا جميعاً ولا سلطة فيه لأحد على أحد، فالسلطة للقانون، ولكل فرد الحق بأن يعمل وفق قدراته، وللمجتهد نصيب كما للفاسد عقاب.

نحن الشباب العربي نحتاج إلى السير في شوارعنا بوجوه باشّة وقلوب مفعمة بالأمل، ونحتاج إلى أن نسكن بيوتاً تؤنسها الشمس ويضخّ فيها الدمَ أطفالٌ أصحاء لن يُتركوا للمجهول إن أصابهم مرض، وسينامون بهدوء لا تعكره صواريخ معادية، ولن يتحولوا إلى أيتام بطلقة غادر.

سألتُ أخي الذي هاجر قبل سنوات إن كان يفضل العودة إلى هنا فأجاب: بكل تأكيد ولكن هل سأجد عملاً وقد تجاوزت سن الخمسين؟ في الحقيقة لم أجد جواباً شافياً.

* بكالوريوس صحافة، فلسطينية مقيمة في سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق