طلال طه.. ورّاق الزمن الجميل.. رجل القبعة وتاريخ المكان - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/24/2023

طلال طه.. ورّاق الزمن الجميل.. رجل القبعة وتاريخ المكان

مشاهدة
رجل القبعة

غزة: هدى بشير

يحفظ التواريخ، يوثق الأحداث، يحتفظ بالقطع الأثرية، ويهتم بالوراقة، لأنه يؤمن بالتوثيق ولا يقبل بتلاشي ذاكرة المكان والزمان، قد يراه بعضهم ضرباً من الجنون، لكنه يعلم في قرارة نفسه أن شخصاً ما في المستقبل سيقدر هذا الإرث الذي جمعه على مدار عشرات السنوات.

يومياً يخرج بقبعته وحقيبته التي يضع بها دفتراً وقلماً وبعض الأوراق، ويبدأ جولته في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ويدوّن أحداثاً يومية: وفيات، أعراس، وغيرها. لا تفوته شاردة ولا واردة، يلقب بـ"رجل الجرائد" وتارة "رجل القبعة".

يحتفظ المسن الفلسطيني الورّاق طلال طه (74 عاماً) بالجرائد والصحف الصادرة في فلسطين منذ 40 عاماً حتى تراكم لديه مخزون من الصحف يقدر بـ25 ألف صحيفة إلى الآن.

رجل القبعة

يؤمن طه بأن الورق لا يمكن أن يختفي بحلول التكنولوجيا ولا يمكن للتاريخ أن يمحو آثاراً دامت لقرون، قائلاً: "أستمتع وأنا أمسك بين يدي الصحيفة متصفحاً الأخبار والتقارير اليومية، فأنا أخزن مئات الأعداد الورقية من الصحف الفلسطينية المحلية داخل مخزن بمنزلي، هذا المخزن خصصته منذ سنوات لتخزين الصحف الورقية منذ العام 1969 حتى يومنا هذا".

من بين الصحف التي يقتنيها صحيفة فلسطين والقدس والأيام والحياة والنهار. يجمع طه الصحف ومن ثم يكتب اسمه عليها ورقم هاتفه الشخصي بخطه ويضع علامة على الأخبار أو التقارير التي تجذبه، محتفظاً بكل الأحداث التاريخية على مدار نصف قرن.

وعن أسلوبه في أرشفة الصحف، يوضح أنه يضع الصحف الصادرة خلال الشهر في كيس بلاستيكي واحد ويوثقها باسم الصحيفة والتاريخ، كما يخصص بعض الحقائب صغيرة الحجم يضع فيها أعداد الصحف التي تضم أحداثاً نوعية، مشاركاً عائلته الأخبار التي تلفت انتباهه.

ويوضح الصعوبات التي كانت تواجهه في الحصول على الصحف، قائلاً: إنني كنت أرسل أبنائي لمسافات طويلة لشراء الصحف من أحد الموزعين في غزة، ومع إغلاق المعابر خلال الأعوام الماضية منع وصول الصحف إلى قطاع غزة، فكنت أسترجع قراءة الصحف القديمة حتى عاد دخول الصحف من الضفة الغربية.

قطع من مسجد يحتفظ بها رجل القبعة

لا يقتصر طه هوايته على جمع الصحف بل يجمع أكثر من 3000 دعوة زفاف ويحتفظ بسجل مفصل للوفيات في بلدته، ويسجل تواريخ وأحداث حياته اليومية، كذلك يحتفظ بصور عائلية والوثائق الرسمية لأجداده والشهادات المدرسية وراديو وساعة. ومن بين المقتنيات التي جمعها آثار وقطع فخار تعود لأحد الجوامع منذ نحو خمسة قرون، إذ رفض أن يهدم بالكامل وبقي جزء من الجامع لأنه مؤمن أن الشيء القديم يبقى أثره، ولا يمكن لشيء أن يمحو الماضي، وبعض القطع الفخارية الخاصة بالجامع احتفظ بها في منزله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق