![]() |
ياسين بيهموتن |
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
إذا ما اعتبرنا التنمية تفاعلاً بين الشباب بعقولهم الفتية المبدعة، ومحيطهم بموارده المتنوعة، فإن الأمن والأمان بمثابة محفز لهذا التفاعل، إذ بغيابه تتلاشى التنمية وتسود الفوضى فتضيع بذلك طاقات الشباب هدراً، وبحضوره يعم الاستقرار فيبدع الشباب ويرتقي بنفسه وبلاده. فكيف يمكن صون حق شبابنا العربي في الأمن والأمان؟
يمكن تعريف الأمن بمختلف الإجراءات والممارسات التي تضمن السلامة الجسدية والنفسية للأفراد والمجتمعات، والأمان كنتيجة طبيعية للأمن هو شعور داخلي بالطمأنينة والاستقرار يوفر للمرء بيئة ملائمة للإبداع والابتكار.
وفي هذا الصدد ما لنا إلا أن نتأسف لواقع مجتمعاتنا؛ إذ إن بعض شبابها فاقد لحقه الطبيعي في الأمن والأمان، ومتخبط في مستنقعات الحروب والصراعات، فأنى له أن يبدع وشغله الشاغل هو النجاة؟
وإنه لمن المؤسف كذلك أن نجد بعض شبابنا العربي دمية في أيدي الحركات الثقافية الأجنبية مسلوب الهوية، فكيف له أن يبدع وهو محكوم بالتبعية؟
إن لبلداننا العربية من الموارد الطبيعية والبشرية ما يكفي لتحقيق الأمن بمختلف أنواعه (الأمن الغذائي، الأمن الاقتصادي، الأمن السياسي...)، شرط أن تقيم موازين العدل، وتحارب الفساد والمفسدين، وتهتم بالتنشئة بإصلاح منظومة التعليم والتلقين، وتعمم الموارد والفرص على أبناء الشعب كافة، متجاوزة بذلك الصراعات الطبقية وما ينتج عنها من ظواهر إجرامية، وتسعى كذلك لتكوين شباب واثق من نفسه، مفعم بالحياة، لا يقبل الهزيمة والانكسار ويرفض التبعية والانقياد.
دون أن نغفل عن أثر التقرب من الله والإكثار من ذكره في النفوس وأهميته في الشعور بالاطمئنان والأمان، لقوله تعالى في كتابه المبين: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وفقط بتحقق كل ما سبق يمكن أن يشعر الشباب العربي بالأمان وينعم بالاستقرار، ليتفرغ للإبداع والابتكار، فيرتقي بنفسه وبلاده على درجات التنمية والازدهار.
وإجمالاً يمكن القول إن أي أمة لا يمكن أن تبلغ المجد إلا بقطار وقوده الشباب، ويقوده الشباب على سكتي الأمن والأمان.
* طالب جامعي تخصص علم الأحياء، مهتم بالبحث والكتابة، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق