![]() |
عبدالحكيم قاسم |
عبدالحكيم قاسم *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
الشباب هم القوة الفاعلة في المجتمع، والثروة الحقيقية في الحاضر والضامنة للمستقبل، ومن المحال الحديث عن أي بناء أو تنمية لا يكون روادها من الشباب، وهذا يضاعف أهمية رعايتهم واستثمار قدراتهم ومهاراتهم، وحمايتهم من كل المخاطر.
ومع مفهوم الحماية الواسع، فإنه يمكن التطرق إلى جزئية مهمة تتعلق بالجوانب الفكرية، التي يمكن أن تكون البوابة الرئيسة للأمان، وسط الاستقطابات الحادة للشباب وجرهم إلى صفوف العنف والتطرف.
ويجب التأكيد على أن حماية الشباب وإحاطتهم بالأمن والأمان، يتمثل في دفع هذه الفئة إلى التحول إلى قوى إنتاجية إيجابية، من خلال إيجاد فرص عمل، وتأهيل الشباب معرفياً ومهنياً.
وشباب وطننا العربي هم أكثر معاناة بين كل شباب العالم، خصوصاً في ظل ضعف الفرص المتاحة لهم في سوق العمل، وتنامي ظاهرة البطالة كأبرز المعوقات التي تحول دون إسهام الشباب الفعال في استخدام طاقاتهم ومهاراتهم لتعزيز جهود التنمية.
وإذا ما أردنا حماية الشباب، فإننا أمام مسؤولية معالجة الأسباب التي تدفعهم إلى الانخراط في العنف والتطرف، سواء منها ما يندرج تحت عوامل الدفع مثل التهميش الاجتماعي والاقتصادي والديني والثقافي وانعدام العدالة الاجتماعية والإحباط والمستوى المعيشي المتدني كالبطالة والفقر، أو عوامل الجذب التي يمكن أن تكون جذابة لفئة الشباب للمنظمات المتطرفة العنيفة، بحثاً عن مكافآت مالية، أو الحصول على حياة ووظيفة أفضل.
وكل ذلك يعزز أهمية استيعاب طاقات الشباب وتوجيهها، وإشراكهم في الشأن العام، وتمكينهم للقيام بدورهم في التنمية الشاملة المستدامة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتقنية وغيرها، وإكسابهم المهارات اللازمة لسوق العمل، وجعلهم قادرين على الاعتماد على ذواتهم، فضلاً عن دعمهم اجتماعياً ومساعدتهم على المحافظة على قيمهم وموروثهم، وتذليل الصعوبات التي تحول دون تحقيق تطلعات الشباب وتعرقل استثمارهم لقدراتهم.
وقد بات الوقت أكثر إلحاحاً لتوعية الشباب، وتبادل الخبرات والتجارب، وإيجاد آليات للتواصل بين المنظمات والفعاليات الشبابية للاشتراك في صياغة رؤية استراتيجية عربية للشباب تتواءم مع المتغيرات والمستجدات التي طرأت على الساحة العربية والعالمية سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وتعزز من فرص تبادل الخبرات والتجارب، وحماية الهوية العربية.
وتمثل مثل هذه المسابقة عامل تحفيز مهم لاستنهاض همم الشباب، والبوح بمعاناتهم، واقتراح الأفكار والرؤى التي تسهم في إحاطتهم بسياج أمني، يحمي الأجساد والعقول معاً، من أي مخاطر أو اختراقات تمثل تهديداً لحياتهم ووعيهم.
* بكالوريوس شريعة وقانون، كاتبٌ ناشئ، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق