محمد صبري عبدالخالق: حتى لا نظن أننا في نفق الأمل فنحصر في سَرَب الألم - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/03/2023

محمد صبري عبدالخالق: حتى لا نظن أننا في نفق الأمل فنحصر في سَرَب الألم

مشاهدة
محمد صبري عبدالخالق

محمد صبري عبدالخالق *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

يعيش شبابنا في العصر الحالي، وأنا منهم، متخبطين بين الالتجاء إلى الأمن والاعتصام بالأمان، فالشباب اليوم يشعرون أنهم بسفينة أخذت تلفظ ألواحها أنفاسها الأخيرة حتى تكسرت ونخرت بها أصابع الخوف من الغد، محاولة ألا تلقي بجميع دسرها معلنة تفككها لا عن ضعف أو استسلام بقدر ما هو رضوخ وامتثال واقتناع بأنها لن تنجو من التحطم المحتمل والتكسر المتوقع مما يدور بعالم من انتكاسات اقتصادية ووباء وقف العالم للحظات عاجزاً أمامه، على أمل أن تجد نفوسهم من يجمعها ثانية ململماً ما تبقى من شظاياها المتناثرة خلف تلك الأمواج العاتية المتلاطمة، فالكون اليوم قد ملأته ضغوطات بقدر طوفان نبي الله نوح، عليه السلام، حتى وصلنا إلى (فحال بينهما الموج فكان من المغرقين).

وحتى لا نصل لتلك النقطة الضبابية نجد أن هناك عقبات شتى وانكسار نفوس تبحث عن هويتها وإثبات وجودها المهمش داخل الأنظمة المختلفة، والتي قد تكون هي الأخرى في سعيها الجاد إلى تحقيق رفعة اسم علمها عالياً قد أسقطت سهواً مَن هم سيقدمون أرواحهم كقرابين في سبيل أن يبقى ذلك العلم أياً كانت ألوانه أو حروفه خفاقاً أبياً على منابر التقدم والرفعة.

ومن أجل ذلك وجب التنويه أن الشباب في حاجة ماسة لإحساس وطنهم بهم بقدر عشقهم لترابه، وانطلاقاً مما سبق سنجد أنه وجب على القائمين بإعطاء الشباب ما يحقق لهم الحياة الآمنة من متطلبات العيش اليسيرة، وسبل الرفاهية التي بها تتحقق السعادة، وتيسير عملية التعليم والتعلم والحياة الكريمة، فأولئك الشباب هم عصب الأمة ووقودها لدفعها نحو الأمام ومن أهم تلك السبل المشاركة الفعالة في الاختيارات السياسية وتوفير فرص العمل اللائقة بهم مع الوضع في عين الاعتبار أفكارهم الخلاقة والتي بدورها سنجدها في صالح الوطن، علينا أن نجعل الشباب يحلمون ونملؤهم بالأمل المشرق في غد تخطط له أقلامهم، فعلينا أن نجعل منهم قادة الغد وعلماء المستقبل وأدباء الحاضر.

* كاتب وروائي، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق