![]() |
محمد محمود عبدالقادر |
محمد محمود عبدالقادر *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
اكتب على محرك البحث جوجل Research based industry لتجد أول نتيجة لموقع باسم ألماني. هذه النهضة العلمية والعملية في ألمانيا، وغيرها بالطبع، لم تأت من فراغ، وربط العلم بالعمل، لا سيما الصناعي منه، محور أساسي لأي تطوير تعليمي. هذا الأمر ليس مفاجئاً بالتأكيد؛ لأن الأصل في جاهزية التعليم للكبار كما يرى العالم الأمريكي "مالكولم نولز" أن يكون مرتبطاً بدورهم الاجتماعي.
عندما نبحث عن تطوير الدراسات العليا فإن إحدى أهم الركائز الأساسية لهذا الأمر أن نربط المخرجات التعليمية بالمتطلبات السوقية ربطاً حقيقياً مدروساً.
كيف نبدأ؟
كلمتا السر في أغلب مشكلاتنا المعاصرة، فيما أرى: "الإرادة" و"التواصل" أي: أن تتوافر الإرادة الحقيقية، والتواصل بين الأطراف المعنية، لا بد بعد توافر الإرادة الرسمية والمجتمعية لتطوير التعليم العالي، من فتح قنوات منهجية بين القائمين على التعليم العالي وصناع القرار فيه من جهة وبين القائمين على مسارات العمل المرتبطة بكل تخصص تعليمي. كلما كان اندماج الطلاب الجامعيين مبكراً في أنشطة العمل المرتبطة بتخصصهم زاد النجاح الفردي والجماعي.
هل فعلها سوانا؟
إذا نظرنا إلى أحد النماذج العالمية الناجحة للغاية في التعليم مثل ألمانيا فإنك تربط اسمها في ذهنك دوماً بسيارات ميرسيدس بنز وبي إم دبليو حسنة السمعة في العالم كله. أضف إلى ذلك أسماء شركات كبرى، لا سيما في مجال الدواء مثل "باير". تتميز ألمانيا بتوثيق علاقة الصناعة بالبحث العلمي وهذا، في رأيي، أحد أهم أسباب تميزها في الجانبين.
ننظر أيضاً إلى فنلندا، الأعلى عالمياً في نظام التعليم، حيث تبدأ هذا الربط بين التعليم والحياة بصفة عامة منذ التعليم الأساسي، فأن يمسك الطفل غصن الشجرة ويتسلقها ويتعرف إلى أزهارها ويشم عطرها أهم من أن يستذكر أجزاء الشجرة من جذر وساق وأوراق على أوراق كراسته.
الخلاصة
لتجنب الإطالة، فالخلاصة: ربط التعليم الأساسي بالحياة نواة لربط التعليم العالي بالعمل المنجز المثمر البناء إن توافرت الإرادة الحقيقية والتواصل بين المعنيين، وما سبقنا فيه الآخرون نحن قادرون على تكراره بل والتفوق فيه.
* باحث دكتوراه الصيدلانيات، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق