![]() |
المؤرخون في ندوة مواجهة المغالطات |
حذر مؤرخون مصريون في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس من خطورة الجرائم التي يرتكبها مزيفو التاريخ بحق الأمة بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بضرورة تدريس التاريخ بالمدارس والجامعات كمادة قومية.
تحدث في الندوة التي حملت عنوان "نحن والتاريخ"، بالقاعة الرئيسة ضمن فعاليات المعرض عدد من المؤرخين منهم الدكتور عاصم الدسوقي، والدكتور جمال شقرة، والدكتور خلف الميري، والدكتورة هالة خلف، وأدار الندوة الدكتور أيمن فؤاد سيد.
![]() |
المتحدثون في الندوة |
وأكد الدسوقي أن هناك فرقاً بين كتابة الدراما والكتابة العلمية، فكاتب الدراما يكتب عن شخصية أو حادثة من مدخل معين، ويرجع إلى المراجع لكنه ينتقي من المراجع الفكرة التي يكتب عنها، أما المؤرخ فهو يعود للوقائع والحوادث ويفسرها تفسيراً موضوعياً وليس ذاتياً بعيداً عن رأيه، فلا يحكم عليها.
وأضاف"المهم في كتابة التاريخ تفسير الوقائع وعدم الحكم عليها، والاطلاع على كافة الوثائق وليس الحكم عليها".
أما أستاذ التاريخ الدكتور جمال شقرة، فقال إن هناك جريمة ترتكب في حق ذاكرة الأمة، وهناك هجوماً شديداً على التاريخ القديم، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على التاريخ من المغالطات والافتراءات، فالذي يشوه التاريخ عمداً أو بجهل التاريخ يقضي على أمة بالكامل، ويشوه ذاكرة أمة.
وأشار شقرة إلى أنه على الجمعية التاريخية والمجلس الأعلى المصري للثقافة أن يتخذوا موقفاً إيجابياً، فقد رفضت سابقاً أن يسن قانون لتجريم الذين يزيفون التاريخ، لكن المسألة زادت عن الحد لدرجة أنها أصبحت تهدد هويتنا، والآن من الضروري سن تشريع يجرم مزيفي التاريخ".
وقال أستاذ التاريخ الدكتور خلف الميري، إن الأزمة تكمن في أن بعض الناس يتصور أنه عالم بواطن الأمور، فهناك فارق بين المؤرخ الذي يتجرد من الذاتية وبين الذي يتصور أنه يملك الحقيقة المطلقة؛ المؤرخ الفيسبوكي الذي يستقي التاريخ من مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن المسألة وصلت إلى حد أن من يقرأ بضعة كتب يتخيل أنه مؤرخ، لذا من الضروري توخي الحقيقة، حتى أولئك الذين يكتبون مذكراتهم فنحن نعاني من بعد تشكيكي وتفكيكي، وهو ضربة قاصمة للهوية على المدى البعيد".
وشدد الميري على ضرورة الاهتمام بدراسة التاريخ كمادة قومية في المدارس وكل الجامعات، أسوة بما يحصل في الدول العربية، ودعا المجلس الأعلى المصري للثقافة لإصدار نشرة للرد على المغالطات، وإتاحة الفرصة في البرامج الإعلامية للرد على ما أسماه الشائعات التاريخية.
وحذرت أستاذة التاريخ الدكتورة هالة خلف، من الـ"سوشيال ميديا"، وقالت إنه يجب على علماء التاريخ وباحثي التاريخ حماية أبنائنا من الكتابات المغالطة، مشيرةً إلى أنه تروج هذه الأيام في وسائل الإعلام مغالطات كثيرة تستهدف تشويه تاريخ وحضارة مصر القديمة وسحب إنجازاتها الحضارية، لذا وجب على كل المتخصصين الرد والتصدي وتبصير شبابنا بدوافع هذه المغالطات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق