محمد صبري عبدالخالق: صحة المعطيات لحتمية سلامة جودة المخرجات - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/24/2023

محمد صبري عبدالخالق: صحة المعطيات لحتمية سلامة جودة المخرجات

مشاهدة
محمد صبري عبدالخالق

محمد صبري عبدالخالق *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

هل من الغريب التعجب من النتيجة برغم العمل بالطريقة نفسها؟ سؤال يحتاج إلى التفكير، فتخبط العاملين بأسواق العمل وعدم قدرتهم على استيعاب المجريات وكيفية مواكبتها أمر طبيعي، فالركيزة الخفية وراء تلك المعضلة هي أن معطيات التعليم العالي جُل اهتمامها لا بجودة التعليم الفعال في الواقع بقدر اهتمامها بالأعداد التي تنال ورقتها المزينة بأختامها فقط، بغض النظر عن احتياجات الأسواق العالمية، ولذلك نلاحظ تراجع الترتيب لجامعتنا كل عام؛ لأننا توقفنا عن التطوير واكتفينا بالتهليل، فمن الطبيعي أن يترنح أصحاب الشهادات العليا على طاولات المقاهي؛ لأن الأغلبية العظمى حصلت على الشهادة لا للالتحاق بسوق العمل بل للتفاخر الاجتماعي، فباتت الأغلبية تعمل بمجالات مختلفة بعيدة كل البعد عن مضمار دراستهم واهتمامهم.

فمن أجل مخرجات تعليم تتناسب مع سوق العمل، يجب دراسة سوق العمل لتلبية احتياجاته من كفاءات تستطيع مواكبة التطور المتسارع في المجالات كافة المتاحة والمتغيرة في كل لحظة؛ لأنه ومع كل لحظة هناك متطلب جديد يتداخل لحل أزمة أو لتوسيع مضمار التسابق العالمي، ومن هنا نجد أنه يجب العمل على اتجاهين:

الأول: هو القيام بدراسة متعمقة على الصُّعد العلمية كافة، وبنظرة بعيدة الأجل لما سوف يحتاجه سوق العمل، والتكاتف على تعزيز الجامعات بالأدوات اللازمة كافة؛ لتضمن مخرجاً يتمثل في شباب قادرين على استيعاب التطور.

والثاني: هو العمل على اختيار العقليات والتي تتصف بقدرات خاصة وفعالة والعمل عليها منذ المراحل السابقة للتعليم الجامعي، وذلك لتحديد الطرق المناسبة والفعالة؛ حتى لا يصل الطالب إلى المرحلة الجامعية وهو محمل بأخطاء فكرية وذهنية، فيصعب عليه إكمال المسير في الطريق والوصول لهدفه، ومن أهم تلك الأدوات هي العمل على بناء القدرة الذاتية لدى النشء من أجل التعلم لا التعليم فقط، ففكرة التعلم هي الأعلى في التحصيل؛ لأنه بالتعليم وبغرس تلك الفكرة سيكون التحصيل أعلى؛ لأنه سيبحث بنفسه خاصة في عصر أهم ما يتصف به عنوان عظيم أحرفه هي كلمة تكنولوجيا.

* كاتب وروائي، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق