* عمرو عادل
الهزل ذلك المرض العضال أو بمعنى أصح ذلك العرض الذي ينتج عن تراجع الفهم والنفس المصابة باليأس. تتخدر به الناس كي لا تعيش معاناتها. في محاولة لتخدير نفسها هرباً من الواقع كما عبر هنري برغسون الفيلسوف الفرنسي (1859- 1941) صاحب كتاب "الضحك".
فالهزل عند هنري يعبر عن نوعٍ من اللاتكيف في الشخص تجاه المجتمع المحيط به، وتُعد بيئة الهزل الطبيعية خُلق "اللامبالاة" فالهزل يعبر عن نوعٍ من اللاتكيف في الشخص تجاه المجتمع المحيط به، وتُعد بيئة الهزل الطبيعية خُلق "اللامبالاة".
يساعدها الراغبون في الداخل والخارج من الإكثار من محتوى الهزل، وتدعيمه وجعله ذا قيمة في المجتمع ليجذب إليه رويبضة المجتمعات ليكون لهم مهنة وسبباً للثراء والشهرة.
يُبث الهزل تحت الحماية وبعقود رعاية، ومنظومة كاملة تسخر لها فنيين وخبراء في العمل على إنتاجه وصناعته والتسويق له، وتسليط الأضواء وصنع بريق أخاذ حتى يقوم بدوره بنقل العدوى للمتلقين، ويصبح كالمخدر المجتمعي، الناس في حاجه له، وتزيد حاجة الناس إليه وبجرعات أكبر، وطالما استقر في جنبات المجتمع وأصبح لصيق الصلة بشخصية أفراده كانت الحاجة أدعى لزيادة الهزل والهزليين، ولا يُكتفى بالمحتوى المحلي بل تتفنن بعض المجتمعات في استيراد هزل الخارج إليها.
بعد تلك الحالة التي ينغمس فيها المجتمع في الهزل حد الثمالة، تصيبه حالة من الانفصال عن الذات وعن المجتمع وعن هويته ككل، ويصبح غير متأثر بمحيطه والكوارث الحاصلة بين الحين والآخر تمر عليه مرور الكرام، بالغ همه أن يرفه عن نفسه ويضيع وقته، ولا يرعى أي حدث أي أهمية أو جدية.
في خضم هذا الوضع بالغ السوء يزداد الضغط على كل ما هو جدي، فمن يتعمد نشر الهزل وتسليط الضوء عليه يتفنن في خفت الضوء عن كل ما هو جدي، ونشر الاشمئزاز والتهكم على الجادين، وإفساد ذوق المجتمع بعدم استساغة الجد ولا القدرة على تناوله، ويصبح أهل الجد مبحوحي الصوت وتزداد آلامهم من تلك اللامبالاة، ولا يجدون إلا العزلة وترك محيطهم للغرق، مع علمهم أنهم معه غارقون.
تلك الحالة التي لا تجدها في أي مجتمع متطور، ربما نجدهم يهتمون بالترفيه فتلك حالة لصيقة بالنفس وفي حاجة إليها، ولكنها مجتمعات أخذت بالجد وبأصوات العقلاء لتبني ما يفيد وتركن فيما بعد لرفاهيتها، أما المتأخرون فغرقوا في الهزل وصنعوا لأنفسهم البؤس وأصبحوا من بؤسهم يتهكمون على ذاتهم.
* ماجستير قانون، مصر
يساعدها الراغبون في الداخل والخارج من الإكثار من محتوى الهزل، وتدعيمه وجعله ذا قيمة في المجتمع ليجذب إليه رويبضة المجتمعات ليكون لهم مهنة وسبباً للثراء والشهرة.
يُبث الهزل تحت الحماية وبعقود رعاية، ومنظومة كاملة تسخر لها فنيين وخبراء في العمل على إنتاجه وصناعته والتسويق له، وتسليط الأضواء وصنع بريق أخاذ حتى يقوم بدوره بنقل العدوى للمتلقين، ويصبح كالمخدر المجتمعي، الناس في حاجه له، وتزيد حاجة الناس إليه وبجرعات أكبر، وطالما استقر في جنبات المجتمع وأصبح لصيق الصلة بشخصية أفراده كانت الحاجة أدعى لزيادة الهزل والهزليين، ولا يُكتفى بالمحتوى المحلي بل تتفنن بعض المجتمعات في استيراد هزل الخارج إليها.
بعد تلك الحالة التي ينغمس فيها المجتمع في الهزل حد الثمالة، تصيبه حالة من الانفصال عن الذات وعن المجتمع وعن هويته ككل، ويصبح غير متأثر بمحيطه والكوارث الحاصلة بين الحين والآخر تمر عليه مرور الكرام، بالغ همه أن يرفه عن نفسه ويضيع وقته، ولا يرعى أي حدث أي أهمية أو جدية.
في خضم هذا الوضع بالغ السوء يزداد الضغط على كل ما هو جدي، فمن يتعمد نشر الهزل وتسليط الضوء عليه يتفنن في خفت الضوء عن كل ما هو جدي، ونشر الاشمئزاز والتهكم على الجادين، وإفساد ذوق المجتمع بعدم استساغة الجد ولا القدرة على تناوله، ويصبح أهل الجد مبحوحي الصوت وتزداد آلامهم من تلك اللامبالاة، ولا يجدون إلا العزلة وترك محيطهم للغرق، مع علمهم أنهم معه غارقون.
تلك الحالة التي لا تجدها في أي مجتمع متطور، ربما نجدهم يهتمون بالترفيه فتلك حالة لصيقة بالنفس وفي حاجة إليها، ولكنها مجتمعات أخذت بالجد وبأصوات العقلاء لتبني ما يفيد وتركن فيما بعد لرفاهيتها، أما المتأخرون فغرقوا في الهزل وصنعوا لأنفسهم البؤس وأصبحوا من بؤسهم يتهكمون على ذاتهم.
* ماجستير قانون، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق