غادة زكريا المتولي: التعليم الجامعي ومستقبل الأمة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/26/2023

غادة زكريا المتولي: التعليم الجامعي ومستقبل الأمة

مشاهدة

 


غادة زكريا المتولي *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

أمل كل عائلة وطموح كل شاب ومستقبل كل أمة، لم لا فهو يدفع الشاب منا دفعاً نحو الجد والعمل لسبع عشرة سنة في سبيل إيجاد فرصة في ظل عصر أصبحت فيه الفرص قليلة والمتصيدين لها كثر، إنه سوق العمل.

أحدثك من هنا من قلب العاصمة، هنا القاهرة، حيث العديد من الشباب الذين التحقوا بجامعتها العريقة؛ أملاً في إيجاد فرصة عمل بعد التخرج؛ ليؤمن عيشه وعيش أسرته، ولكن كيف؟ وهو ظل يتعلم كيفية السباحة والغوص في الأعماق سنين وسنين، وفي النهاية اصطدم بواقع مرير ومرهق، فإما يستسلم ويضيع سنوات عمره التي قضاها في تعليمه الجامعي بأن يرضى بعمل لا علاقة له بها أو يستمر في البحث عن فرص عمل لا تبحث عنه من الأساس.

وكيف تبحث عنه، وقد تغيرت معايير ومتطلبات العصر،  وهو ثابت لم يتغير على نمط وطراز قديم لا علاقة له بالمستقبل أو حتى بالحاضر، وتلك هي مشكلة التعليم الجامعي في مصر.

التعليم العالي في مصر يعاني عموماً من العديد من المشكلات التي تحول دون زيادة كفاءة وجودة الخريج وجعله جاهزاً لسوق العمل اليوم، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.

مصر بلد المئة والعشرين مليون مواطن.. عدد كبير أليس كذلك، ولكن ألا تظن أن هذا العدد يحتاج إلى العديد من الأطباء والمعلمين والمحامين وغيرهم وغيرهم؟ وبالطبع يحتاج أيضاً إلى العديد من المستشفيات والمدارس وغيرها وغيرها، وألا تظن أيضاً أننا نحتاج إلى العديد من الجامعات لتخرج كل هؤلاء لسوق العمل؟ وبالطبع نحتاج مناهج تعليمية جادة مرتبطة ومواكبة للحاضر وتهيئ الدارس للمستقبل.. وما رأيك بإضافة تخصصات جديدة مرتبطة بالمجالات الأكثر طلباً في العالم الآن؟ ولم لا نوفر أيضاً دورات تدريبية وتأهيلية للخريجين قبل الانطلاق في سوق العمل؟ أظن أن الموضوع قد حل الآن أليس كذلك؟

مصر تحتاج إلى الاهتمام بها ومحاولة الارتقاء بمستوى التعليم العالي بها؛ وذلك لتدني مستواه للأسف بين البلاد، والأمر يحتاج إلى وقت وخبرة وجد وعمل، ولا يحتاج أبداً لتكاسل أو أنانية تجعل كل منا يفكر في هجرة بلاده وتركه يعاني دون محاولة مساعدته ورفع مستواه وتوسيع سوق عمله، والارتقاء به ، فكما قلنا هو مستقبل الأمة ولن يتحقق هذا المستقبل إلا بسواعد شباب كفء لذلك المستقبل.

* طالبة جامعية، تخصص العلاج الفيزيائي، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق