موسيقيون مصريون: الساحة الغنائية تعاني التكرار و"المهرجانات" مساحة للتنوع - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/06/2023

موسيقيون مصريون: الساحة الغنائية تعاني التكرار و"المهرجانات" مساحة للتنوع

مشاهدة
موسيقيون في الندوة بمعرض الكتاب

القاهرة: باث أرابيا

عبر عدد من الموسيقيين المصريين عن أسفهم لاستمرار معاناة الساحة الغنائية من ظاهرة التكرار في التناول والموضوعات، لافتين إلى أن المهرجانات الفنية والغنائية أتاحت فرصة للتنوع.

جاء ذلك خلال ندوة الصالون الثقافي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس حملت عنوان "الموسيقى والمجتمع"، ضمن محور "كُتاب وتجارب"، بمشاركة كل من أحمد يونس، وشريف حسن، ومحمد شميس، ومي عامر، وأدارتها حنين طارق.

وأوضح الناقد الموسيقي محمد شميس، أنه لا يهتم بالتحليل النغمي، بقدر ما يحاول ربط الأغاني بالواقع الاجتماعي، قائلاً:"هناك حوالي 99% من الأغاني الموجودة على الساحة تتناول موضوعات الهجر والفراق وعلاقة الحبيب بالحبيبة، وهذه الموضوعات على أهميتها لا يجب أن تستحوذ على المشهد الغنائي". مشيراً إلى ظهور أغاني المهرجانات وتصدرها للمشهد الغنائي على المنصات الإلكترونية، أحدث هزة كبيرة للفنانين، وبالتالي أصبح هناك توجه لدى صناع الموسيقى في تجديد روح الأغنية لتكون موضوعاتها أقرب إلى الشارع.

وأضاف شميس، أن كثيراً من الفرق الغنائية التي كانت تشتبك مع الواقع مثل فرقة "كايروكي" التي كانت تناقش الوضع الاجتماعي والسياسي عبر أغانيها، نلمس في ألبومها الأخير غياب هذا التوجه، واتجاه الفرقة إلى الغناء عن الأحلام.

وأشار الباحث في تاريخ الأغنية شريف حسن، إلى أن الأغنية الشعبية تختلف كل فترة زمنية تأثراً بالمجتمع، والبيئة الخارجية، وبخاصة الفترة التالية على أحمد عدوية نلمس فيها تغيرات واضحة بحسب المكان والزمن. وعقد مقارنة بين الأغنية العاطفية والشعبية قائلا: "إن هناك فجوة بين هذين النوعين من الأغاني، وتلك الفجوة ظهرت بعدما قدم عبدالحليم حافظ الأغنية بشكل قوي عاطفياً، وكأنه أسس لاتجاه عاطفي جديد، ولهذا في المقابل للعندليب نجد ظهور محمد رشدي بالتعاون مع الأبنودي لتقديم اللون الشعبي".

وأكد الموسيقي شريف حسن أن أداء الفنان يحدد نوع الاغنية، فمثلاً غناء عبدالحليم لأغنية ما سيكون أداؤه عاطفياً ومختلفاً عما إذا غناها أحمد عدوية الذي حتماً سيصبغها بالطابع الشعبي، قائلاً: "كل فنان شعبي له بصمة مختلفة ومميزة في الأداء، على العكس من المطرب العاطفي الذي قد يتشابه أدائه مع غيره من الفنانين".مشيراً إلى ندرة الصوت النسائي في الأغنية الشعبية.

وقالت الباحثة الموسيقية مي عامر: "في بحث رسالة الدكتوراه الذي قدمته حول ظاهرة أغاني المهرجانات منذ بدايتها، تناولت الظاهرة من منظور إثنوغرافي، وأسباب حدوثها، لكننا لا نستطيع تحديد متى ظهر أول مهرجان تحديداً". وأوضحت أن المهرجانات هي محاولات لمزج الراب الأمريكي بالموسيقى الشرقية المقسومة، "قبل ظهور المهرجانات كانت هناك تجارب مصرية في غناء الراب على يد الفنان أحمد مكي، وفرقة mtm، لكنها محاولات لم تستمر لأنها أولاً وأخيراً لا تشبه المجتمع المصري، ومن هنا يمكننا رصد أسباب نجاح أغاني المهرجانات في كونها لم تقلد الأمريكان، بل قامت على دمج المقسوم مع الراب في تجربة جديدة تماماً تعبر عن موضوعات تهم المجتمع المصري، هذا بالإضافة إلى ظهور هذه التجارب في ظل سوق غنائي يعاني حالة من التكرار بداية من عمرو دياب الذي لا يجدد نفسه على مستوى الأغنية واللحن، ولهذا وجد المجتمع في المهرجانات نوعاً من التجديد، وموضوعات تعبر عنهم".

ولفت المؤلف الموسيقي أحمد يونس، إلى أن كثيراً من الفنانين بدؤوا مشوارهم الفني بشكل حر تماماً في تقديم اللون الموسيقي الخاص بهم، "لكن مع الأسف معايير السوق تجرهم إلى التعليب والتكرار". وأرجع يونس أسباب ذلك إلى عدم وجود مساحات كافية تسمح بالتنوع، بداية من عدد المسارح، أو مزاج الجمهور ومتطلبات السوق.

وقال: "في النهاية يجد الفنان الذي ليس لديه أي مصادر أخرى للرزق غير الموسيقى نفسه يقدم تنازلات للتماشي مع متطلبات السوق، من أجل الاستمرار". مؤكداً ضرورة عدم إلقاء اللوم على من يسلك هذا الاتجاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق