بعد أزمة هنيدي والخولي.. أزمات المخرج جمال عبدالحميد مستمرة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/03/2023

بعد أزمة هنيدي والخولي.. أزمات المخرج جمال عبدالحميد مستمرة

مشاهدة
جمال عبدالحميد

القاهرة: بهاء حجازي

أزمة كبيرة فجرها المخرج جمال عبدالحميد بتصريحاته في معرض الكتاب، عن عدد من القضايا منها حرب عادل إمام ضد رياض الخولي بعد نجاحهما معاً في فيلم "طيور الظلام"، وتصريحاته عن تعاطي محمد هنيدي للممنوعات أثناء تصويره لفوازير حاجات ومحتاجات سنة 1993 مع شيريهان، وإنقاذ شيريهان له، وغيرها من التصريحات، وفي هذا التقرير نحاول تفنيد هذه التصريحات والرد عليها.

تصريح رياض الخولي

قال المخرج جمال عبدالحميد، خلال ندوته التي أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، في تصريحات نقلتها عنه العربية واليوم السابع وغيرها من المواقع، إن الفنان عادل إمام حارب رياض الخولي بعد طيور الظلام، وقال نصاً: "عادل إمام رفض رياض الخولي أن يشتغل في أي عمل بعد طيور الظلام، وبقى يقول ما يشتغلش وقعد رياض في البيت سنة كاملة، ورياض الخولي من الممثلين العظام جداً، وأنا اديته بطولة في مسلسل جسر الخطر، وكنت عايز أستعين بيه في مسلسل زيزينيا".

لكن، ما قاله المخرج جمال عبدالحميد، جانبه الصواب، أولاً لأن رياض الخولي قدم فيلم "طيور الظلام" سنة 1995، وفي العام التالي سنة 1996، ووفقاً لموقع السينما دوت كوم، فإن رياض الخولي، قدم ست مسلسلات، وهي "يوميات ونيس ج3، و"رسالة خطرة"، و"وجهي القمر" سهرة تلفزيونية، و"الموعد"، و"امرأة مختلفة (صواريخ حريمي)، و"أحلام الغريب".

ثانياً، عادل إمام هو الذي اختار رياض الخولي لبطولة الفيلم، بعد اعتذار أحمد زكي وفقاً لرواية وحيد حامد في برنامج صاحبة السعادة، ثم إن رياض الخولي تحدث عن قصة تمثيله مع عادل إمام في فيلم "طيور الظلام"، من تأليف وإخراج شريف عرفة، وقال: "عادل إمام شجعني جداً، ولما جالي الدور، قولت يا لهوي أول مرة سينما، تبقى بلحية ولغة عربية فصحى، وقدام عادل إمام، دي هتبقى بداية ونهاية، معقولة هبدأ سينما بالشكل ده!، وقلت لوالدتى فقالتلي، توكل على الله يا رياض، دى هتبقى فاتحة خير، وأنا كنت كاشش من عادل إمام لكنه أزال هذه الرهبة واستقبلني بشكل كويس جداً، وفي أول مشهد، قلبي كان فيه 7 آلاف دقة في الدقيقة، لكن عادل إمام جعلني أتجاوز الأمر، وكانت تجربة رائعة".

لكن بعدها قال رياض الخولي عن تعاونه مع محمد إمام نجل عادل إمام في مسلسل "هوجان": "محمد إمام فنان موهوب وسعدت بالعمل معه في هوجان لكنني لم أكن سعيداً بالعمل في فيلم طيور الظلام لأن الدور كان باللغة العربية واللحية ومع عادل إمام"، وقال عن تعاونه مع عادل إمام في مسلسل "صاحب السعادة": "قدر لي العمل مع عادل إمام الوالد وابنه محمد إمام، وابنه رامي في صاحب السعادة، وهم ناس ملتزمون ومحترمون إلى أقصى درجة".

فكيف يكون عادل إمام يحارب رياض الخولي، ويقبل رياض الخولي أن يعمل معه بعدها في مسلسل صاحب السعادة، وكيف يعمل مع ابنه محمد في مسلسل هوجان، ثم في فيلم عمهم!!

أما عن السينما نفسها، فرياض الخولي ممثل تلفزيوني بامتياز، لكنه ليس نجماً سينمائياً، وتاريخه السينمائي يمكن عده على أطراف الأصابع، فمثلاً في آخر 30 عملاً فني للفنان رياض الخولي، لم يقدم سوى فيلمين، هما "الجريمة" مع المخرج شريف عرفة وكان ضيف شرف، وفيلم "عمهم" مع محمد إمام، وتاريخه السينمائي لا يتجاوز العشرين فيلماً أشهرها وأفضلها على الاطلاق كان فيلم طيور الظلام.

جمال عبدالحميد ومحمد هنيدي

 تصريحات هنيدي

نشرت المواقع المصرية، ومنها شهود عيان الندوة، ومنهم الناقد خالد شاهين، تصريحات جمال عبدالحميد عن تعاطي محمد هنيدي للمخدرات أثناء تصوير فوازير حاجات ومحتاجات مع شيريهان، وقال: "شيريهان أنقذت هنيدي من ضياع مستقبله بعد تعاطيه المخدرات، وتوسلت للطبيب المعالج كي لا يحرر محضر بالواقعة حتى لا يضيع مستقبل هنيدي".

بعدها عاد جمال عبدالحميد ونفى هذه التصريحات، وقال إنه لم يصرح أن هنيدي يتعاطى المخدرات، وقال نصاً في تصريحات لموقع مصراوي: "كل ما حكيته موقف يثبت إنسانية شريهان حين تعرض "هنيدي" للإغماء بسبب غير معلوم، أثناء تصوير فوازير "حاجات ومحتاجات"، ورفضت حينها نجمة الفوازير أن يقوم الطبيب المعالج بعمل محضر حتى لا تعرض زملائها للمسألة وتدخلهم في دوامة من الإجراءات، وبفضل وقوف شريهان وتوسلها للطبيب انتهت القصة وتم علاج هنيدي في هدوء ولم نتعرض حينها لأزمة المُساءلة والإجراءات القانونية".

الأزمة أن تبرير الأستاذ جمال عبدالحميد لتصريح هنيدي، أمر شديد الغرابة، فكيف ينفي واقعة الممنوعات، ويقول إن شيريهان أنقذت مستقبله، إذا لم يتعاط الممنوعات، فكيف أنقذت مستقبله أيضاً، ما هو الضرر الذي يتعرض له فنان تعرض لاغماءة في لوكيشن التصوير بسبب الإرهاق أو لأي سبب، ما هي الأزمة التي انقذته منها شيريهان إذاً.

لكن الناقد طارق الشناوي في مقاله "البحث عن فضيحة"، يقول إن جمال عبدالحميد حكى واقعة تعاطي هنيدي للمخدرات في معرض الكتاب، وقبلها أيضاً في أكثر من مكان، وأن الواقعة حدثت فى (استوديو 10) بمبنى ماسبيرو، وكان هنيدي في بدايته الفنية سنة 1993 قبل 30 سنة.

تواصلت "باث أرابيا" مع هنيدي لكي يعلق على هذه التصريحات لكنه لا يرد على هاتفه، وعاد المخرج جمال عبدالحميد ونفاها في "العين الإخبارية"، برغم تأكيد شهود العيان ومنهم الأستاذ طارق الشناوي على روايته للواقعة، لكن ربما خشي جمال عبدالحميد من المساءلة القانونية.

والمخرج طارق الشناوي يسرد واقعة مخالفة لما رواه جمال عبدالحميد، وهي: "علاء مرسي جه قال لجمال عبدالحميد، هنيدي مات، وعلمت شريهان بالواقعة وارتدت بالطو على ملابسها حتى تذهب لمستشفى بولاق القريب من المبنى، لإنقاذ زميل شاب، وعلم ممدوح الليثى بالواقعة، فكان معهما فى المستشفى"، مضيفاً أنه تواصل مع شيريهان وأكدت الواقعة لكن نفت قصة الممنوعات، وقالت له إن كل همها هو إنقاذ مستقبل فنان شاب.

واقعة مصطفى محرم

في أكتوبر الماضي، فجر المخرج جمال عبدالحميد، حالة من الجدل، باتهامه الكاتب الراحل مصطفى محرم مؤلف مسلسل "ريا وسكينة"، بأنه لا يجيد الكتابة، قائلاً: "مصطفى محرم أصلاً مبيعرفش يكتب، أنا كتبت المسلسل من الألف للياء"، وهو ما جعل حسين ابن مصطفى محرم يقاضي جمال عبدالحميد.

برنامج راغدة شلهوب

كانت بدايات هجوم المخرج الكبير جمال عبدالحميد على أبناء الوسط الفني، في برنامج نص الكلام مع راغدة شلهوب، حيث هاجم محمد سعد وأحمد السقا، وغيرهما من نجوم الوسط الفني، ومنذ هذا البرنامج وهو يتحدث في كل اللقاءات التي يظهر فيها عن الخلافات والمشاكل، دون التطرق للفن نفسه.

غياب جمال عبد الحميد الفني

يغيب المخرج جمال عبدالحميد عن العمل الفني، منذ قرابة عشر سنوات، منذ أن قدم عمله الأخير مسلسل "الركين"، وهو المسلسل الذي كتبه وأخرجه من بطولة محمود عبدالمغني، وشهد العمل خلافات عدة وانسحب عبدالمغني وعاد للمسلسل، لكن في النهاية أصبح المسلسل هو العمل الأخير له، ومن بعدها تفرغ لحكي هذه القصص.

الناقد طارق الشناوي يوجه اللوم لجمال عبدالحميد قائلاً: "ما الذى حدث للمخرج الكبير جمال عبدالحميد صاحب العديد من المحطات الفنية الناجحة، الصديق جمال يحتاج، فى تلك اللحظة، إلى مراجعة شخصية، قبل الفنية، فهو دائم الإدلاء بحكايات حتى لو سلمنا جدلاً بصحة بعضها، فإن ذكرها الآن لا يجوز ولا يليق بمخرج كبير، إذا لم يجد ما يقدمه فنياً على الشاشة، فإن عليه ألا يقلب فى أوراقه القديمة، ليبحث عن فضيحة!

الناقد الفني أحمد المرسي، يقول لـ"باث أرابيا": "إن المخرج جمال عبدالحميد، يعاني من أزمة أفول الضوء، وهي ابتعاده عن الوسط الفني، وابتعاده عن العمل والأضواء لذا يحكي مثل هذه القصص ليظل في دائرة الضوء، وهنا نحن لا نناقش صحة هذه القصص من عدمها، لكن النقاش يكون في مدى أهمية هذه القصص".

وأضاف أن جمال عبدالحميد واحد من أهم مخرجي الدراما في مصر، هو الذي قدم رائعة أرابيسك، ورائعة زيزينيا، وبنت من شبرا، والشوارع الخلفية، وريا وسكينة، لا يمكن أن يغيب عن العمل الفني وهو في كامل لياقته الذهنية والصحية لمدة عشر سنوات، هذا هو السؤال الذي يجب أن يكون مطروحاً للنقاش، لماذا يغيب مجدي أبو عميرة ومحمد جلال عبدالقوي ومجدي عبدالحميد، وغيرهم عشرات المبدعين، هل هناك عمر لتقاعد الفنانين في مصر؟

أما الناقد بكر محمود، فيحكي أن المخرج جمال عبدالحميد مخرج كبير لكنه لا يعرف أن يسيطر على شهوة "المايك"، فهو يتحدث في الكثير من القصص التي لا يجب أن تخرج للناس، العمل الفني أشبه بالبيت وأسراره لها قدسيتها، والتصريح بها، لن يفيد بأي شيء سوى هز صورة الفنان عند جمهوره، فلو سلمنا أن هنيدي يتعاطى الممنوعات، فما المفيد في هذه القصة للجمهور، ما يهم الناس من هنيدي هو فنه وما يقدمه، لكن حياته الشخصية أمر يخصه فقط، ثم ما فائدة حكي قصة لها أكثر من 30 سنة.

وأضاف "محمود"، أن جمال من أكثر أبناء جيله حنكة في الإخراج، ووصفته الفنانة الكبيرة نيللي بالمخرج الشامل، ولديه مشروعات فنية جيدة، منها فوازير جيدة وأعمال جيدة، ويجب أن تتحمس شركات الإنتاج لهذا الأعمال وتنتجها، لكي يعود ويملأ الدنيا فنياً، ولا نتركه يقلب في دفاتره القديمة، ليتصدر التريند ليس بفنه الذي نفتقده، لكن بتصريحاته التي يعود وينفيها بعد ذلك، بعدما يشعر أنه تورط.

المخرج جمال عبدالحميد

من هو المخرج جمال عبد الحميد؟

ولد المخرج جمال عبدالحميد في 1 يناير/ كانون الثاني 1951، وهو مخرج ومونتير مصري. وهو واحد من أهم المخرجين المصريين الذين قدموا أعمالاً تلفزيونية تميزت بالطابع الذي يعاصر فيه البيئة المصرية، وقدم العديد من الأعمال من بينها (أرابيسك، زيزينيا، حلم الجنوبي)، وقدم فوازير رمضان مع الفنانة نيللي في فوازير (عالم ورق ورق ورق)، وفوازير أخرى مع الفنانة شيريهان وكانت بعنوان (حاجات ومحتاجات)، وقد أثنى كل من عمل معه على موهبته الفنية التي لا خلاف عليها، وتم تكريمه عن مجمل أعماله بمهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى سبتمبر 2022.

في النهاية، جمال عبدالحميد مخرج متميز ومهم، ولا خلاف على ذلك، فهو له أعماله التي ستظل محفورة في أذهاننا، لكن لا نريد لصاحب هذه الأعمال أن يتحول لأداة لصنع التريند، لا نريده أن يكون ضيفاً على البرامج لكي ينشر ما يشبه أحاديث مجلة الشبكة في السبعينات، أو أن يكون كالملحن حلمي بكر الذي ترك التلحين منذ سنوات، وتحول لفقرة ثابتة في البرامج لكي يصرخ على الجيل الحالي، دون أن يقدم فناً للجيل الحالي.

أستاذنا الكبير جمال عبدالحميد، نريد فناً من فنك الذي نحبه ونقدره لأن هذا هو الإرث الحقيقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق