![]() |
عبدالرحمن محمد الحداد |
عبدالرّحمن محمد الحداد *
(مسابقة متطلّبات الأمن والأمان الّتي يحتاجها الشّباب العربي)لكلّ إبداع أطر، ومراجع، والتزامات تجعل منه شكلاً ومضموناً حقيقيّاً، يلامس الواقع ولا يتعداه إلى عالم الخيال، فينشغل به عن الصّورة إلى الظلّ والعزلة.
حرّيّة الإبداع حرّية مشروعة وأساسيّة لتحقيق نوع من التغيير النّاعم، والإصلاح الفعّال، الّذي يمتدّ أثره لأطول فترة ممكنة، ولا يتمّ هذا الأمر، الإبداع، من خلال الصّراع العنيف والمباشر مع النّظام القائم، بغض النظر عن نوعه واختلاف مسمّياته؛ والّذي يفضي إلى المحاربة الشّرسة والعنيدة الّتي تترصّد للإبداع وتجعل منه عدوّاً لها بالمقام الأوّل، وخطراً يهدّدها، فتشيطن ذلك للمجتمع، ونتيجة لذلك يلجأ الطّرفان للوصول إلى مستنقع الصّراع، فالتّطرّف وليد التّطرّف، فيوأد الإبداع لذلك في مهده.
ولكي يتحقّق الغرض المأمول للإبداع، ويكون نموذجاً للارتقاء، ويبلغ ذروة فائدته، لا بدّ أن ترعاه المنظومات الحاكمة والمهيمنة في السّاحات المختلفة، وتعمل على إكسابه الشّكل الحقيقي وإدماجه مع روح الهويّة، وتقبله، وتقريب المسافات بينه وبين الأنماط الفكريّة التقليديّة، وسدّ الثّغرات المحتملة، بحيث يصبح لا ضرر ولا ضرار منه، ويكون منطلقاً أساسيّاً للتّغيير للأفضل، والارتقاء بالفرد والمجموع، عبر رعاية تلك النّماذج الإبداعيّة مع ترك مساحة من الحرّيّة والتساؤلات والتّجربة دون إدراجها في خانة الخيانة والعمالة والفشل، والشّيطنة.
يجب عقلنة النّمط الإبداعي، ومُدّ بالوسائل والأدوات اللازمة، وعُمِل على سدّ الفجوات فيه، وعُمِل على تبنّيه كخطاب وقالب فكري يمزج ما بين النّقاط الإيجابيّة من خلال استدعاء روح الماضي الجميلة، بحيث لا يهدر طاقاته في توجيه الضّربات له، والحاضر الإبداعي الحداثي.
ومن المعروف أنّ الرّوح الشّبابيّة روح ثوريّة، بالتّالي تميل بشكل أكبر للإبداع من غيرها، ولها مرونة أكثر في التّعامل مع المعطيات والمتغيّرات، وعبر ذاك الإبداع الّذي يشارك به الشّباب، يوطّن في أنفسهم الشّعور بالأمن والأمان؛ لكونهم قد خاضوا تجاربهم، وداروا في مراكب متعدّدة، وجرّبوا وسائل متنوّعة، فعرفوا معنى الاستقرار واستخلصوا نتائجه، ولم ينحرفوا إلى مستنقع العنف وتضييع الفرص.
الأمن والأمان، يرتبط بشكل وثيق "بنمذجة" الحياة الشّبابية وغيرها، وهذه النّمذجة لا تحصل بتصادمات مع كلّ شيء بشكل مباشر وعنيف؛ فهذا يؤدّي بدوره لحصر الإبداع، وإهدار حقيقي له ولطاقته، وتضييق دائرة الخناق عليه، فينتهي به إلى التّحلّل الذّاتي، وهذا الأمن لا يتحقّق إلّا بالاحتواء، وتبنّيه كخطاب من المنظومات الّتي لها القدرة على ذلك.
* حاصل على الثانوية العامة، كاتب مبتدئ، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق