الشاب اليمني أحمد علي تحدى الإعاقة بالإرادة وصار قدوة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/11/2023

الشاب اليمني أحمد علي تحدى الإعاقة بالإرادة وصار قدوة

مشاهدة
أحمد علي

عدن، اليمن: أمة الرحمن العفوري

ليست الإعاقة بأن تُعاق حركة أعضائك؛ بل الإعاقة الحقة هي التي تقيد فكر الإنسان عن التفكير والإبداع، فقد يعجز المعاقون حركياً عن الحركة لأسباب تتعلق بأمراض جسدية، إلا أن هذا العجز الحركي لا يمثل عائقاً أمام متحدّي الإعاقة الجسدية والتعايش معها ليصبح بعدها ملهماً وقدوة للجميع معاقين وغير معاقين.

 ضيفنا اليوم واحد من ذوي الهمم العالية الذين صنعوا لأنفسهم اسماً وبصمة في تحدي الإعاقة؛ ليصبح ذا شعبية واسعة رغم الواقع المليء بالتحديات، وهي رسالة تفيد بأن الإعاقة لن تكون يوماً عائقاً أمام من يمتلك إرادة لا تقهر.

* في البداية أحب أن تعرفنا وتعرف جمهور منصة باث أرابيا عن نفسك؟
- أحمد علي أحمد حسن، مواليد 1988 بمديرية المعلاء محافظة عدن جنوبي اليمن، خريج جامعة عدن، كلية الآداب، قسم علم اجتماع، وناشط مجتمعي.

* برغم كونك من ذوي الهمم إلا أنك تحديت هذا الاحتياج وحققت إنجازات كثيرة في الحياة، كيف تمكنت من ذلك؟
- استطعت بفضل الله إكمال دراستي الجامعية بشهادة البكالوريوس، وفتحت مشروعي الخاص محل "موبايل كير"، إلى جانب إنجازي للعديد من الأنشطة في النطاق الجامعي والمجتمعي، من ضمن الإنجازات نجاح مشروعي في برنامج تدريبي مع منظمة un ضمن عشرة مشاريع في محافظة عدن للعام 2018 و2019 ، كما حصلت أيضاً على صاحب أفضل مشروع في العام 2021 مع مؤسسة التضامن للتنمية، وشاركت في مؤتمر الشباب للعام 2021 للمشاريع التنموية في المجتمع، إلى جانب عملي متطوعاً في مبادرات عدة منها التكافل الاجتماعي وصناع الحياة ومبادرة وجود.
                         

* على الرغم من أن بلادنا تنعدم فيها طرق المساعدة وباصات التنقل لذوي الهمم، كيف استطعت تجاوز هذه الصعوبة والاستمرار في التعليم؟
- أكثر الصعوبات هي عدم وجود وسيلة تنقل لنا، استطعت تجاوز هذه المشكلة في الإطار الداخلي لتوفر كرسي كهربائي لدي، وهذا ساعدني كثيراً؛ لكون بعضهم لا يتوفر لديه هذا الكرسي، الإطار الخارجي كالذهاب للجامعة أو التنقل داخل المدينة مثلاً للذهاب لتوفير بضاعة للمشروع أضطر لأخذ مواصلات خاصة "إنجيز"، صحيح أنها مكلفة لكنها كانت الخيار الوحيد لإكمال الدراسة والتنقل.

* لا بد أن هناك صعوبات وعقبات تقف أمامكم خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حدثنا عنها.
الصعوبات بشكل عام في اليمن أننا ذوي الهمم لا يوجد لدينا حقوق حتى الآن! صحيح أن اليمن موقعة على اتفاقيات بما يخص ذوي الهمم، لكن لا نرى هذه الحقوق سوى في الورق، ولا يوجد أي فعل على مستوى الواقع، والدليل عدم توافر وسيلة مواصلات، والتي تعد من الأولويات حتى يستطيع من خلالها ذوو الهمم التحرك والمشاركة والدراسة بسهولة، كما أن هناك أماكن تحتاج إصلاح الطرقات فيها، هناك كثير من الأماكن على مستوى منطقتي لا أستطيع تجاوزها، ارتفاع العملة أرهقت كاهل المواطنين جميعاً، خاصة أنا ومن يمتلك مشروعاً خاصاً مثلي في حالة ارتفاع صرف العملة أبيع بخسارة؛ لكون مشروعي صغيراً ويحتاج إلى الدعم.

* برأيك، كيف يمكن دمج فئة ذوي الهمم مع المجتمع المحلي؟
- برأيي لا يوجد دمج محلي وإن كانت هناك بعض المشاركات من ذوي الهمم، حالياً بدأت تظهر على الساحة في الفعاليات، ولكن فقط للأشخاص الذين يحاولون إثبات أنفسهم والمشاركة، لكن من ناحية المجتمع المحلي فليس هناك أي جهود، أنا أتمنى أن يُدمج ذوو الهمم في المجالات كلها، سواء في الوظائف أو في الأنشطة، ووضع الحلول للمشكلات المجتمعية، وإعداد المشاريع، عندما نرى من ذوي الهمم مشاركين في هذه المجالات نستطيع القول إن المجتمع يسعى لدمجهم في المجتمع، لكن يتجاهلهم في هذه المجالات وفقط يدعونهم للمشاركة على مستوى الأنشطة المجتمعية البسيطة، هذا برأيي ليس دمجاً وإنما فقط تحسين لصورتهم أمام الرأي العام.

* هل هناك عنف مجتمعي في التعامل مع ذوي الهمم في مجتمعنا؟
- لا أقول عنه عنفاً، لكنه تهميش، هناك أيضاً نظرات دونية نتعرض لها من المجتمع، وكأنهم يقولون هذا لا يفهم، مستحيل أن يتعلم، إلى الآن بعضهم يستغرب أنك تمتلك مشروعاً وخريج جامعي ويطلب منك الإثبات، لهذا أنا أقول إننا لا نتعرض لعنف بقدر ما نتعرض لتهميش بكل المجالات.

أحمد علي خلال عمله

* هل هناك دور بارز للإعلام اليمني في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي لذوي الهمم؟
- للأسف الشديد الإعلام مغيب عنا، وغير مهتم بذوي الهمم، لا توجد برامج خاصة بذوي الهمم على القنوات المحلية، هناك فقط إذاعة خاصة واحدة مؤخراً أنجزت برنامجاً خاصاً لذوي الهمم، لكن إعلامنا مهتم بالجانب السياسي أكثر، على الرغم من أن هناك كثير من ذوي الهمم عندهم أفكار وحلول مجتمعية ومشاريع تحتاج من الإعلام تسليط الضوء عليها.

* ما دور المؤسسات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في رعاية وحماية ذوي الهمم؟
- في الحقيقة لا يوجد أي جهود فعلية لأي مؤسسة على أرض الواقع، هناك مؤسسات تتحدث باسم ذوي الهمم لكن نحن لا نرى أي تنفيذ أو تحرك جاد.

* هل هناك رسالة تحب توجيهها لذوي الهمم أو الجهات المسؤولة عبر منصة باث أرابيا؟

- أود في البداية أن أوجه رسالة لزملائي من ذوي الهمم: عليكم البدء بأنفسكم أولاً والاجتهاد والاعتماد على أنفسكم، لا تنتظر من الدول أو المؤسسات مساعدتك اثبت نفسك وحاول العمل بكل الوسائل المتاحة والناس ستساعدك وتقف بجانبك، أنا استطعت أن أثبت نفسي لأنني شخص مجتمعي أحب المشاركة مع المجتمع والدفاع عن حقي دون خوف.

الرسالة الثانية أحب أن أوجهها للجهات المسؤولة: أتمنى منهم الاهتمام الفعلي وعدم التهميش والتحرك الجاد للعمل على أماكن خاصة للتحرك في كل المديريات والمدارس والجامعات، وأتمنى أيضاً من مديري المدارس وعمداء الجامعات الاهتمام بذوي الهمم الكثير منهم أذكياء ويحتاجون للتحفيز والدعم.

أحمد واحد من بين العديد من ذوي الهمم الذين استطاعوا إثبات أنفسهم والعمل مع المجتمع والذي نأمل أن تتوجه إليهم أنظار المؤسسات والحكومة لإدماجهم في المجتمع وتأهيلهم وتدريبهم حتى يصبحون قادرين ومعتمدين على أنفسهم بشكل كامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق