![]() |
هشام مصباح |
هشام مصباح *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
الواقع الجزائري نموذجاً
لا وجود لمفهوم الحياة الإيجابية على مستواها الفردي والاجتماعي في غياب محددين أساسيين يحضران في تفاصيلها كافة، وهما الأمن والأمان باعتبارها شرطان وجوديان يرافقان الحياة الإنسانية في جميع مجالاتها فهما مرادفان لمعنى الحياة الحقيقية وأنطولوجيا الحضور الفعلي للذات داخل عالمها الذي تنتمي إليه.
من هذا المنطلق يعد كل حديث عن مفهوم الأمن عند الشباب في عالمنا العربي مرتبطاً أولاً بمدى قدرة هؤلاء الشباب على إثبات وجودهم داخل المجتمع المنتمين إليه وتفعيل دورهم الجوهري من خلال عملية البناء والتشييد داخل كل مجتمع، فهم اللبنة الأولى والأساسية في كل تقدم وازدهار وتهميش هذه الفئة هو قضاء بطريقة مباشرة على طاقات هائلة داخل الدولة سواء من خلال انتشار نسبة البطالة في المجتمعات العربية، ومن بينها المجتمع الجزائري، أو من خلال غياب استراتيجية تعليمية نهضوية تنويرية تربط الجامعة ومراكز البحث العلمي بمختلف فروعها باحتياجات الدولة وتحقيق التنمية الحقيقية داخلها.
لذلك ارتأينا في مقالنا هذا الوقوف على العلاقة الجوهرية القائمة بين الأمن والأمان ومفهوم التنمية المستدامة باعتبار هذه الأخيرة الحلقة المحورية داخل كل دولة أو مجتمع ولن يتحقق أي أمن في غيابها؛ لكونها عملية اقتصادية واجتماعية تقتضي حضورها الفعلي في واقع الشباب في المرحلة الراهنة التي طغتْ عليها مظاهر الشعبوية والأنانية في التصرف في ممتلكات وحقوق الأجيال المقبلة بطريقة عشوائية تمس بكيان المجتمعات العربية عموماً، والمجتمع الجزائري على وجه الخصوص، فعلى الرغم من الثروات المادية والبشرية الرهيبة التي تزخر بها الجزائر على مساحة واسعة جمعت بين أقاليم مناخية متنوعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب إلا أنها لم تستطع أن توفر خريطة عمل فعالة تضمن الاستغلال الأمثل لثروات الشباب وعقولهم الخصبة الصالحة لغرس جميع أنواع البذور بشرط توفيار الظروف المناسبة لنموها، ومن ثمة الربط بين الواقع والمأمول في قراءة وتشخيص حال الشباب كقوة معطّلة في المجتمعات العربية التي لم تتمكن من استغلال جميع طاقتها وأفضل دليل على ذلك نجاح هؤلاء الشباب وإبداعهم في مجتمعات ودول أخرى.
* دكتوراه فلسفة، في العلوم والقيم في الفكر الغربي المعاصر، الجزائر
* دكتوراه فلسفة، في العلوم والقيم في الفكر الغربي المعاصر، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق