![]() |
سوسن مراد |
سوسن مراد *
يمكننا عدُّ إعادة التدوير "الرسكلة" حلاً بيئياً واقتصادياً قادراً على تحقيق توازنات مهمة في حياة الإنسان في ظل كثير من الصعوبات التي باتت تتطلب حلولاً عاجلة وأكيدة وأبرزها معضلة البطالة.
يمكننا عدُّ إعادة التدوير "الرسكلة" حلاً بيئياً واقتصادياً قادراً على تحقيق توازنات مهمة في حياة الإنسان في ظل كثير من الصعوبات التي باتت تتطلب حلولاً عاجلة وأكيدة وأبرزها معضلة البطالة.
وليس العالم العربي سوى جزء من هذا العالم؛ لذلك فإن إستراتيجية "الرسكلة" أو إعادة تدوير المواد المستعملة تلوح حلاً أمثل للحد من معضلة البطالة باعتبارها توفر مواطن شغل لكثير من الفئات، وتضمن دخلاً يفي بالاحتياجات المعيشية للأفراد والعائلات. إن اعتماد إعادة التدوير عالم شاسع لا يقتصر على مواد معينة بل يشمل مختلف استعمالات الإنسان بين خضر وفواكه يمكن تحويلها إلى أسمدة، وزجاج ثبتت جدواه في إعادة البناء والترصيف، كذلك يمكن للورق المقوى والورق العادي المستعمل أن يعاد إلى الدورة الاقتصادية ورقاً عادياً، كما يعاد ضخ المياه المستعملة مياه صالحة للري.. هذا غيض من فيض.
ولعل الحاجة الماسة للطاقة في ظل الأوضاع المناخية والأمنية الراهنة تتطلب الاستثمار في مجال الرسكلة لخلق طاقة بديلة على غرار نواة الزيتون التي تعد عنصر تدفئة، كما يمكن استغلال المرجين ليصبح مادة صالحة لكثير من الاستعمالات، وكما تلاحظون فإن اتساع مجال إعادة تدوير النفايات وجميع المواد المستعملة يجعل الانطباع سائداً بأن الاستثمار فيه يستوعب أعداداً هائلة من طالبي العمل من مختلف التخصصات والمستويات التعليمية، وبالتالي فإنه كفيل بامتصاص أعداد كبيرة من المعطلين عن العمل وفق خطط حكومية تشجع على الاندماج في مشاريع إعادة تدوير المواد المستعملة والنفايات والمواد الإلكترونية وغيرها بحثاً عن حلول جدية لظاهرة البطالة.
* ماجستير بحث في المواد الغذائية التراثية من أجل التنمية المستدامة، تونس
* ماجستير بحث في المواد الغذائية التراثية من أجل التنمية المستدامة، تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق