![]() |
جمال الوجيه |
جمال الوجيه *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
ألا إن لكل شجرة ثمر وثمار العلم تحويله إلى عمل ملموس، ألا وإن العصر عصر السرعة والتطور الإلكتروني التكنولوجي، فلما كان ذلك كذلك، فالحال يتطلب من التنمية البشرية مواكبة ما يشهده العالم من تطورات وتغيّرات مستمرة في الميادين كافة.
ولما كان العالم في تطور مستمر، ومع هذا التطور أصبحت التنمية البشرية تمثل أزمة وحملاً ثقيلاً يقع على كاهل المؤسسات التعليمية، لذلك أصبحت قضية التعليم العالي والعمل على تحسين مستواه ورفع كفايته والتحكم في كلفته وحسن الإدارة والاستثمار له، من أبرز القضايا المثارة حالياً التي تواجه الدولة في الوقت الحاضر.
لذلك، واستجابة لتحديات العصر السريع التي لا تعرف السكون في أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية كافة، وتدفق سبل المعرفة والعلوم في مختلف المجالات، كنتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة، وفي الوقت الراهن تواجه مؤسسات التعليم العالي، كثيراً من المعوقات، منشؤها تدني نوعية مخرجاتها وعدم مواءمتها لاحتياجات سوق العمل وللخطط التنموية، وأن الكثير من تخصصات وبرامج التعليم العالي لم يعد مجدياً وأصبح سوق العمل مكتظاً منها، دون حاجته إليها.
وهذا ما يوجب التوقف والنظر بتمعن في ذلك، والتغيير الكيفي والكمي في جميع مكونات النظام التعليمي بما يؤدي إلى رفع كفاءته وتحقيق غاياته من أجل التنمية حاضراً ومستقبلاً، من واقع اجتماعي مختلف والمؤثرات الداخلية والخارجية المعاصرة والمستقبلية ذات العلاقة. يجب على التعليم العالي أن يطور من مناهجه حتى يكون الخريج على قدم وساق مع ما يطلبه سوق العمل، ولا شك في أن العلاقة وثيقة شديدة المتانة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، فيجب الاهتمام بالعلوم، وتطوير المناهج العقيمة لتناسب سوق العمل، واعتماد سياسة عصرية للقبول تراعي ميول وقدرات الطلاب واحتياجات سوق العمل والعمل على التعليم العملي (التطبيقي) للتعليم النظري التقليدي ليتكيف على مناخ مجاله العملي المستقبلي بأدواته الحديثة.
والتطوير لذلك لا يكون فقط على عاتق مؤسسات التعليم فقط، بل وعلي عاتقنا جميعاً. فالواجب الاستمرار والسير قدماً في مواكبة مقتضيات العصر، وأخيراً إن وضع البلدان من سياسة واقتصاد وأمن وأمان يؤثر في ذلك، كتأثير الوالدين على ابنهما.
* طالب جامعي، تخصص شريعة وقانون، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق