![]() |
لبانة الجرماني |
لبانة الجرماني *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)بصفتي شابة عربية ومن الطبيعي أن يكون لها حق التكلّم بأريحية، أدوّن هنا ما يجول في خاطري عن العلاقات البشرية وبما أنه ليس كل بشري بالضرورة أن يكون إنسانياً ستبقى مطلباً لي الإنسانية.
أيامنا هذه وكم لكلمة "للأسف" من معنى ضئيل أمام ما نعيشه، ولكن للأسف نتطرق لأمن وأمان خارجي نتقاذف التهم بين شخوص غيرنا، بينما جوفنا مفزع ودام.
نعيش زمنا اكتسى الناس فيه زيفاً فتراك تصافح وتناقش وتضحك، وأحياناً تبكي مع صديقك لبضعة أيام ثم تستنتج أنه كومة غبار يعتليه ولا يعبر عن مكنونه، فتتناثر وعوده ومصطلحاته الرنّانة مع أول رياح عاتية.
السهل الممتنع على ذوي الأصل العتيق هو أن تشبه محيطك، لكن، الصعب الحقيقي هو روتين لقائهم غير ذوي الأصل والتحدث إليهم. وأشدّ المعاناة وأكثرها إيلاماً وتهديداً لأمننا وأماننا هو شحذ همّتنا لنحافظ على خاطرنا من الكسر وعلى ذاكرتنا من التشوه وعلى قلبنا من العطب وعلى كبريائنا من العطف؛ بدلا من توجيه طاقاتنا لبناء مجتمع اجتماعي بحق.
مأساة شباب جيلي تفوق بأضعاف ويلات الحرب ويا لبراءتنا عندما توقعنا منذ الصغر أن مشاكلنا ستكمن في البطالة، لنكتشف متأخراً أن البطالة منها براء.
أخوتي وأخواتي الأفاضل: لا يغريكم صوت القنابل والرصاص المدوي وضعضعة الاقتصاد وتهكم بعض التجار واستهتار رجال غير مسؤولين عبر مواقع مسؤولة وحساسة في كل دولة.
الوحش الأضخم والذي يجب أن تنسب اليه أكبر التهم والقضايا ذات الجدل الأكبر سواء كان في الفساد أو الأخلاق أو كل ما يمت للجرائم بصلة، هو الضمير المجرّد من الإنسانية.
ما إن يستقيم ويستوي الإنسان ينهض بأمته آمنة مطمئنة بلا هاجس الغدر والخيانة وتفكك العلاقات المترسخة في ثنايا كل دماغ عربي والممتزجة مع أخلاء وجيران وأقارب وأحباء ضمن شبكة متينة وبروابط ثقة وثيقة.
* بكالوريوس هندسة زراعية، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق