د. علياء عبدالتواب: هل يجب أن توضع نهاية للامتحانات النصفية؟ - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/24/2023

د. علياء عبدالتواب: هل يجب أن توضع نهاية للامتحانات النصفية؟

مشاهدة
د. علياء عبدالتواب
د. علياء عبدالتواب *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

في الوقت الذي كنت فيه طالبة جامعية قبل التخرج، كانت مشكلتي الكبرى، ومشكلة كثير من الطلاب الجامعيين، هي فقد الوقت تماماً أثناء انقضاء فترة اختبارات نصف الفصل. الوقت لا يكفي سوى للمذاكرة، بينما يمضي العالم في الخارج إلى دنيا شاسعة تفوتنا لسنوات، حتى إذا تخرجنا؛ نفيق على صدمة أن الأوان قد فات للحاق بها.

تتطور مجالات العمل بوتيرة سريعة، الوتيرة نفسها التي يغرق بها كل طالب في هوة زمنية لتحصيل أفضل درجات ممكنة، فيما كان يمكنه أن يدرس بهدوء وتمعن حتى يحين موعد الاختبارات النهائية، وإلى جانب ذلك، يتعلم مهارة جديدة، يقرأ كتاباً، يعمل ويكسب المال والخبرة!

فكرت بعد التخرج، حينما بدأت في الدراسات العليا، وتعمقت قليلاً في مجال البحث الأكاديمي على الإنترنت، وتعرفت على كيفية تحضير المحاضرات وإلقائها باحترافية أكبر، لماذا لا يحصل الطلاب على درجاتهم بهذه الطريقة بدلاً من سلسلة اختبارات لامتناهية، تعتصر الوقت والذهن، دون أن تدع مجالاً لأنشطة مجاورة، أو تعلم مهارات أكثر؟

تخيل أن يقوم الأستاذ بتقسيم مادته على عدد الطلاب، طالما كان العدد ليس شديد الضخامة، فيلتزم كل واحد منهم بأن يبحث هو بنفسه عن المعلومة، فيقدمها، ويأخذ بذلك درجته بدلاً من أن ينقضي الوقت، وهو لابث تماماً في الاستعداد لاختبار! كأنما العالم خال إلا من ذلك.

أليس ذلك يفتح أمام الطالب عيناً على مدى اتساع العلم، وعلى أن العالم أوسع بكثير من دفتي الكتاب الذي بين يديه؟ أليس ذلك يصنع حافزاً وفضولاً للتعلم أكثر من التلقين والتلقي؟ وفي الوقت ذاته، ولحداثة الطلاب، فإن البحث وحده لا يكفي فهو يسأل أستاذه أثناء البحث، فيحاوره ويخاطبه، صانعاً بين الأستاذ وطالبه معرفة ووداً، ورب أستاذ أحبه، فتح لي بالمحبة طريقاً إلى العلم!

خلاصة الأمر، إن الطرق للحصول على الدرجات والعلم، يجب أن تكون أكثر مراعاة للوقت والزمن، ففي النهاية هناك اختبارات نهائية تكفي وحدها لقياس التحصيل والتعلم، فلماذا لا نوفر أوقات نصف الفصل، والاختبارات، من أجل الانفتاح على العالم أكثر، وشحذ أسلحتنا لمنافسة الحياة العملية بعد التخرج.

* بكالوريوس طب الفم والأسنان، وطالبة ماجستير، مصر

اضغط للمشاركة في مسابقة أقلامكم لشهر فبراير 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق