هو ملك بوليود، وفتاها المدلل الأول شاه روخ خان المعروف باسم شاروخان، الذي يقع الشباب العربي حباً في أعماله، والذي يحقق أعلى الإيرادات في الوطن العربي، والذي يعيد لصالات السينما الهندية الروح مرة أخرى بعد خمس سنوات من التخبط بسبب فيروس كورونا، ومنذ أن قدم فيلمه الأخير "Zero"، والذي لعب فيه دوراً صغير الحجم باوا سينج، لكن الفيلم لم يحقق نجاحاً يذكر.
وتشهد صالات السينما في الهند وفي غالبية دول آسيا حضوراً كبيراً لمشاهدة فيلم "Pathaan"، ويشاركه البطولة فيه جون أبراهام، ديبيكا بادوكون، ومن إخراج سيدهارث أناند، والفيلم مليء بالترفيه والمرح والأكشن.
يحكي الفيلم الذي عُرض في مصر منذ أيام قليلة، عن عميل هندي اسمه "باثان" ويلعب دوره شاروخان، وهو يعمل في السر وتدفعه الأحداث لتولّي مسؤوليات غامضة وخطيرة، إلى أن يتعرض لمواقف تجعله في وضع حرج وخطير، فيقرر عندها التخلي عن مبادئه، ويتحدث الفيلم عن "Pathaan" - شاروخان، والذي تقوم مهمّته على مطاردة جيم ويقوم بدوره جون إبراهام، وإيقاف أي هجوم منه، إلى أن تقوده أبحاثه إلى اللقاء بديبيكا بادكون، ويدرك باثان بعدها أنها عميلة سرية في المخابرات الباكستانية، وأنها هي أيضاً تحاول الإمساك بجيم من الداخل، ما يدفع باثان للتعاون معها، لتتشابك الخيوط والأحداث.
يحتوى الفيلم على الخلطة المثالية لأي فيلم تجاري ناجح، نجم محبوب وهنا لدينا شاروخان أشهر أبناء بوليود على الإطلاق، فيلم مليء بالحركة والإثارة والعاطفة والدراما، وكل شيء تبحث عنه ستجده في الفيلم، مؤلف الفيلم ومخرجه وضعا به كل عناصر النجاح لفيلم تجاري مبهج، سترى خلاله ما يجعلك لا تندم على سعر التذكرة خلال مدة عرض الفيلم التي تتجاوز الساعتين بقليل.
أفريقيا والهند وروسيا وإسبانيا، ومشاهد قتال على الجليد، كلها صور جميلة نقلها على الشاشة المخرج سيدهارث أناند، الذي كان مهتماً بعنصر الإبهار، لكنه إبهار محكوم بحبكة الفيلم، فلم يغفل في الجزء الأول تقديم شخصياته، فجون إبرهام هو الشيطان الذي لا يوقفه أحد، وشاروخان هو المنقذ الذي يتعلق به الجميع، وديبيكا بادكون وخطها الرومانسي مع شاروخان وبالطبع هي نقطة ضعفه ومنفذه، والذي أعاق قصة الفيلم الرئيسة قليلاً، لكنه خيط مهم في دفع الأحداث للأمام، ومهم أيضاً لجمهور شاروخان الذي ارتبط معه بالأفلام الرومانسية.
الحوار الذي كتبه عباس تيريوالا كان جيداً، لكنه كان عادياً، وكان من الممكن أن يكون أكثر حيوية وعصرية من ذلك الحوار الذي تشعر ببدائيته عند مشاهدة الفيلم في الكثير من مناطق الفيلم، خاصة في فصل الفيلم الأول، ومشاهد المطاردات، لكن كان التميز الواضح في السيناريو الذي وضعه شريدهار راجافان، والذي غلفه سيدهارث أناند بحركة كاميرا رشيقة وتوظيف مثالي لحجم اللقطات بالنسبة لفيلم تجاري.
ومن عوامل نجاح الفيلم، هو ظهور سلمان خان بشخصية "تايجر"، وهي الشخصية الشهيرة التي قدمها سلمان خان في فيلمه الشهير "تايجر"، وهو ما يعكس الصداقة بين سلمان خان وشاروخان، ويقول شاروخان عن سلمان خان: "نظرتي لشاروخان لا تزال كما كانت دائماً، أخ عزيز للغاية".
أرقام قياسية
يحقق الفيلم أرقاماً قياسية غير مسبوقة، حيث تقترب إيراداته من 70 مليون دولار حول العالم، بقرابة 30 مليون دولار خارج الهند في كندا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والأخيرة يحمل شاروخان جنسيتها ولديه قصر ضخم في نخلة جميرا على قطعة أرض مساحتها 1300 متر مربع.كما حطم الفيلم الرقم القياسي المحلي (في الهند) في أول أيام عرضه سينمائياً، وحقق عوائد إجمالية في شباك التذاكر بلغت 679 مليون روبية هندية (قرابة ثمانية ملايين دولار) في الهند، و4.5 ملايين دولار أخرى خارجها، بإجمالي عالمي بلغ نحو 12.8 مليون دولار، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ السينما الهندية، وعُرض الفيلم في 100 سينما حول العالم، كما أُتيح الفيلم في 5200 دار عرض في الهند.
أزمات الفيلم
ومر تصوير فيلم "Pathaan" بعدد من الأزمات التي جعلته يتأخر كثيراً، منها مثلاً الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، والأزمة التي تسبب بها في العالم كله وإغلاق دور العرض كافة، وسحب التراخيص كافة، وأزمة حبس ابن شاروخان بعد القبض عليه واتهامه ببيع وحيازة مخدرات ولكن في نهاية سنة 2021 خرج بكفالة، مما جعل شاروخان يتوقف عن العمل ويمر بأزمة نفسية كبيرة.تقييم الفيلم
الفيلم في النهاية فيلم تجاري، لا يعدك بأكثر من ذلك، ولا يحاول تقديم أفكار فلسفية في إطار فيلم تجاري يعتمد على الإبهار والأكشن والسلاح والطيارات وكل ما يمكنه جعل عيونك مشدوهة طوال الفيلم، لا يحاول بث أفكار تبدو مبتورة لا تنتمي لعالمه، بالطبع هو لا يرقى لأفلام شاروخان العظيمة من أمثال فيلم "اسمي خان" أو "فير زيرا"، لكنه خطوة على الطريق الصحيح لعودة الروح السينمائية لفتى بوليود الوسيم الذي يقترب من عامه الستين.وحصل الفيلم على تقييم 6.7 على موقع imdb الشهير، بقرابة 11 ألف صوت، وهو ما يعكس جماهيرية شاروخان، حيث إن الفيلم حديث الطرح، وحصد كل هذا العدد من التصويت.
ناقد فني .. شعبية شاروخان تفوق شعبية الدول
قال الناقد الفني بكر محمود، في تصريحات لـ"باث أرابيا": إن فيلم "باثان"، لشاروخان، فيلم إبهار لكنه يحترم جمهوره، لا يقدم لقطات مقحمة، ولا يقدم مشاهد غير متقنة، هو يقدم ما يمكنه تفسيره، وما يستطيع أن يقنعك به.وأضاف "محمود"، أن شعبية شاروخان تفوق شعبية الدول، وقد صنفته مجلة "Empire" البريطانية كواحد من أعظم الممثلين عبر التاريخ، ويمكن قياساً على شعبيته أن تضعه أعظم ممثل في تاريخ بوليود متساوياً مع إميتاب باتشان أو متفوقاً عليه، وإن كان شاروخان يعترف بأستاذية إميتاب بالنسبة له.
من هو شاروخان؟
شاروخان ممثل ومنتج ورجل أعمال ورياضي هندي ويمكنك إضافة ما شئت من المهن والصفات، فهو متعدد المواهب، وبارع في كل ما يقدمه، اسمه بالكامل (شاروخ مير تاج محمد خان)، ولد في مدينة نيودلهي في العام 1965، توفي والده حينما كان لا يزال في الخامسة عشر من عمره، وتوفيت بعدها والدته مما دفعه للانتقال إلى مدينة مومباي.درس شاروخان الاقتصاد، وحاز بها على درجة البكالوريوس من كلية هانسييراج، كما حصل على درجة الماجستير في مجال الاتصال الجماهيري من جامعة "Jamiya Miliya Islamia"، كما درس في المدرسة الوطنية للدراما في دلهي، ومنذ ذلك الوقت عمل بين التلفزيون والمسرح، لكن توجهه للسينما قد جاء مع مطلع التسعينات من خلال فيلم "Diwana".
وتبعه بعدد كبير من الأفلام التي جعلت منه واحداً من نجوم الصف الأول في السينما الهندية، والتي كان أكثرها أفلام رومانسية وحركية، منها: (Bazigaar، Anjaam Dilwale Dulhaniya Le Jayenge، My Name is Khan، Chakde! India).
وكُرِّم شاروخان عن مجمل مسيرته الفنية والإنسانية من الحكومة الهندية، ومن إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي ومن منظمة اليونسكو، وغيرها من المحافل الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق