(متتالية شعرية)
شعر/ عباس الصهبي
(1)
كَيْفَ اقْتحمتِ حَدِيقَتِي؟
وَكَشَفْتِ زَيْفَ حَقِيقَتِي!
وَقَفَزْتِ فَوْقََ السُوِرِ..
كَالعُصْفُورِ؟..
لَاٰ يَخْشَى عُبُورَ النُوْرِ..
رَغْمَ ظِلَالِ أَشْوَاكِ الزُهُورِ
وَزَرَعْتِ فِي أَرْضِي شُجَيْراتِ الإِبَاءْ
وَغَرَسْتِ وَجْهَكِ..
فِي السَمَاءْ
لِيَظَلَّ دَوْمَاً..
فِي الفَضَاءِ مُعَلَّقَاً
وَيفُوُحَ مَا حَوْلِي بِعِطْرِ الكِبْرِيَاءْ
وتصيرَ أيامي التعيسةُ في الحياةِ..
صديقتي!!
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيْقَتِي؟!
كيف اقتحمتِ حديقتي؟!!
*****
(2)
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيِقَتِي؟
وَغَزَوْتِ أَسْوَارِي المَنِيِعَةْ؟!
وَهَدَمْتِ كُلَّ حُصُوُنِ فِكْرِي!
وَهَزَمْتِ أَشْعَارِي البَدِيِعَةْ!!
كُلُّ الصُخوُرِ بِدَاخِلِيْ..
سَقَطَتْ..
تَهَاوَتْ فَجَأةً..
لَمْ أَنْدَهِشْ..
فصمودُها..
ضدَ الطبيعةْ!!
وَإِذَا شَكَوْتُ..
تَمَرَّدَتْ..
كُلُّ الزُهُوُرِ عَلَيَّ..
والأَشْجَارُ تَصْرخُ عَالِيَاً:
الحَلُّ.. لَيْسَ هُوُ الْقَطِيعَةْ
الحَلُّ.. لَيْسَ هُوُ الْقَطِيعَةْ!!
كَيْفَ اسْتَطَعْتِ..
بِبِضْعِ نَظْرَاتٍ وَدِيْعَةْ
أَنْ تَحْشِدِي ضِدِي الوُرُوُدْ
وَوُجُوُهُهُا..
مِنْ قَبْلِ وَجْهِكِ فِي الوُجُوُدْ
كَانَتْ مَعِي..
طُوُلَ الحَيَاةِ رَفِيِقَتِي؟
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيْقَتِي؟!
كيف اقتحمتِ حديقتي؟!!
*****
(3)
كُلُّ الزُهُورِ عَلَيَّ..
والأَنْسَامُ!
والأَطْيَارُ!
والأَشْجَارُ!
والصَبًَارُ!
حَتَّى المَمَاشِي..
والمَقَاعِدُ..
غَيَّرَتْ أَشْكَالَهَا!
وَنُجُوُمُ لَيْلِ حَدِيقَتِي
قَدْ بَدَّلَتْ تِجْوَالَهَا!
تَبَّاً لَهَا!
كُلُّ المَوَاسِمِ فِي الحَدِيقةِ..
غَيَّرَتْ أَحْوَالَهَا
يَا وَيْلَهَا مِنِّي الحَدِيقَةُ..
وَيْلَهَا..
يَا وَيْلَهَا!!
كَيْفَ اسْتَطَعْتِ..
بِلَحْظَةٍ..
فَكَّرْتُ فِيْهَا بِالفِرَاقْ..
أنْ تَجْعَلِي "أَرْضَ الحَدِيقَةِ"..
لا تضمُّ سِوَىٰ "الهَشِيِمْ"؟!
وَحُطَامِ أَوْرَاقٍ يَعِفُّ عَنِ المُرُورِ بِهَا..
النَسِيِمْ؟!!
مَا عُدْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَعِيْشَ بِدُوُنِ وَجْهِكِ..
فِي الحَيَاةِ
مُخَاطِرَاً..
وَمُبَاهِيَاً..
بِطَرِيقَتِي:
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيْقَتِي؟!
كيف اقتحمتِ حديقتي؟!!
*****
(الختام)
وَأَفَقتُ..
مُنْذُ سَمِعْتُ أَصْوَاتَ الطُيُورْ
تَمْضِي إِلَىٰ أَعْشَاشِّهَا
فَوْقَ الشُجَيْرَاتِ المَليِئَةِ بِالزُهُوُرْ
أَدْرَكْتُ أَنَّ الصُبحَ عَادَ..
وَأَنَّهُ الصُبْحُ الحَقِيقِيُّ الظُهُوُرْ
فَفَتَحْتُ نَافِذَتِي..
وَرَأَيْتُ وَجْهَكِ بِالحَدِيقَةِ..
فِي الهَوَاءِ..
مُعَلَّقَاً!!
أَدْرَكْتُ حَقَّاً أَنَّ:«عِطْرَ الكِبْرِيَاءْ»
وَبِلَاٰ رِيَاءْ..
«أَغْلَىٰ العُطُوُرْ»!!
كَيْفَ اسْتَطَعْتِ..
بِلَحْظَةٍ..
فَكَّرتُ فِيْهَا أَنْ أُرَاجِعَ نَظْرَتِي لِتعُوُدِي
أَنْْ تَجْعَلِيِنِي أَسْتَعِيِدُ حَدِيِقَتِي..
وَوُجُوُدِي
مَعَ أَنَّنِي مَا زِلْتُ لَاٰ أُخْفِي..
تَسَاؤُلَ دَهْشَتِي:
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيْقَتِي؟!
كيف اقتحمتِ حديقتي؟!!
*****
(ما بعد الختام)
كَيْفَ اقْتحمتِ حَدِيقَتِي؟
وَكَشَفْتِ زَيْفَ حَقِيقَتِي!
وَقَفَزْتِ فَوْقََ السُوِرِ..
كَالعُصْفُورِ؟..
لَاٰ يَخْشَى عُبُورَ النُوْرِ..
رَغْمَ ظِلَالِ أَشْوَاكِ الزُهُورِ
وَزَرَعْتِ فِي أَرْضِي شُجَيْراتِ الإِبَاءْ
وَغَرَسْتِ وَجْهَكِ..
فِي السَمَاءْ..
لِيَظَلَّ دَوْمَاً..
فِي الفَضَاءِ مُعَلَّقَاً
وَيفُوُحَ مَا حَوْلِي بِعِطْرِ الكِبْرِيَاءْ
وتصيرَ أيامي التعيسةُ في الحياةِ..
صديقتي!!
كَيْفَ اقْتَحَمْتِ حَدِيْقَتِي؟!
كيف اقتحمتِ حديقتي؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق