نايف كريري: فرص تطوير بيئة التعليم العالي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/03/2023

نايف كريري: فرص تطوير بيئة التعليم العالي

مشاهدة
نايف كريري

نايف إبراهيم كريري *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

إذا ما أرادت مؤسسات التعليم في وطننا العربي أنْ تكونَ مُتواكبة مع التّطوّرات التعليمية الحديثة التي تشهدها دُول العالم المُتقدّم؛ فإنّ عليها أنّ تُطوّر من سياساتها. إنّ واقع التعليم العالمي في وطننا العربي يُعاني من تحدّيات عديدة أخّرته عن تلبية احتياجات سوق العمل، وتكمن مقاصديّة الفُرص التّحسينيّة لتطوير السياسات التعليميّة في النقاط التالية:

أولًا: إنّ خُطط البرامج الدراسيّة في كثير من مؤسّسات التعليم العالي تُعاني من الجمود، وعدم التحديث، واعتبارها تابوهاً لا يمكن مُناقشته أو مراجعته، وهذا ما ساهم في ازدياد الفجوة، وعلى مسؤولي هذه البرامج مُراجعتها والانتباه لها بتغير طبيعة الزمان المعرفي وملامح المكان التعليمي.

النقطة الثانية؛ هي مُبادرة مؤسّسات التعليم العالي في توجّهاتها الاستراتيجية لاستحداث برامج دراسيّة قائمة على احتياجات سوق العمل، كما أنّ انتهاج هذه المبادرة لا يعفي هذه المؤسّسات من تطوير برامجها الأخرى، والعمل على أن تكون هي الأخرى قائمة على التحديث المستمر بما يتناسب وسوق العمل.

وثالث النقاط؛ هي أنْ تُعيد مؤسّسات التعليم العالي النّظر في مدى إمكانيّة تقليص السنوات الدراسيّة، التي يذهب كثير منها في إطارات نظرية بعيدة كلّ البعد عن احتياجات سوق العمل، وهذه النقطة هي مُحصّلة طبيعية للنقطتين السابقتين.

أمّا رابع النقاط؛ فهي تكمن في أهميّة استقطاب الكوادر المؤهلة من سوق العمل، والتي تكون قادرة على العمل الأكاديمي، فعندها تستطيع أن تُقارب بين مؤسّسات التعليم العالي لتغدو مخرجاتها مُلبية لاحتياجات سوق العمل.

وبظنّي أنّ هذه النقاط، وغيرها من المُهم الالتفات إليها، ومُراعاة الأخذ بها حتى تُواكب مُخرجات مؤسّسات التعليم العالي احتياجات سوق العمل، فدور هذه المؤسّسات في مفهومها الحديث لم يعد قاصراً على المعرفة البحثية والأكاديمية فقط. بل إنّ هناك أدواراً أخرى ينتظرها المجتمع من هذه المؤسّسات، كما أنّ العمل في هذا الاتجاه بحاجة إلى رسم استراتيجيات أخرى تعتمد على الفعل المُتعدّي، والأثر الملموس للمجتمعات التي تنتظر منها الكثير.

* موظف في مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام، السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق