صدر أخيراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "تجليات الرواية المصرية الجديدة"، قراءات تطبيقية للدكتور جمال عبدالناصر.
وتنطلق مجموعة القراءات التي يضمها الكتاب بين دفتيه من فرضية أساسية أن الرواية المصرية الحديثة قد بلغت ذرى بعيدة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في ساحة القص الدولية اليوم، فالناظر في حال الرواية المصرية الجديدة بشكل عام، مقارنة بالرواية الأمريكية أو تلك الإنجليزية، إن لم نقل الغربية على حد سواء، يستطيع أن يدرك وبعقلانية شديدة، مدى التطور الذي طرأ عليها، وجعلها تقف منافساً، ومدى النجاحات التي حققها ويحققها الروائيون المصريون الجدد الذين حجزوا لأنفسهم أمكنة بارزة وسط أبرع صناع الرواية، بل إن بعضاً منهم قد تفوق على نظرائهم، بمضامينهم الإنسانية ووسائلهم الفنية، وبتجريبهم على مستوى الشكل - تقليداً كان أم مبتكراً، تراثياً كان أم استشراقياً – وباستغلالهم لأقصى طاقات اللغة العربية، كل ذلك في إطار ذهني خالص، يعتمد نزعة فلسفية وثيقة الصلة بالواقع المعيش، وبعيدة عن الوعظ أو التقرير، تستقي جوهرها من ثقافة عريضة، ووعي بخبايا العالم الروائي الأثير الذي حاكت اتجاهاته ومدارسه، أولاً بأول، إثر اتصالها برموزه الإبداعية، لتنسلخ منه، معلنة عن هويتها المستقلة وقدراتها التعبيرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق