كرمت هيئة الترفيه السعودية الموسيقار هاني شنودة، يوم الأربعاء الماضي في الرياض بحضور عدد كبير من الفنانين، وشارك فيه النجوم عمرو دياب ومحمد منير وأنغام وأحمد عدوية ومصطفى حجاج ومنى عزيز ومي فاروق وفريق كايروكي، مع فرقة موسيقية بقيادة المايسترو هاني فرحات.
وغنى عمرو دياب خلال حفل تكريم هاني شنودة أغنية "الزمن" من ألبوم "الهضبة" الأول الصادر عام 1983، وانضم له الموسيقار هاني شنودة لعزف الأغنية على البيانو، كانت الليلة كلها في حب هاني شنودة الموسيقار العبقري، فمن منا لم يتأثر بموسيقى غريب في بيتي، أو المشبوه، مسجل خطر، والموسيقى الأيقونية في شمس الزناتي.
واستكمالاً لليلة الحب لهاني شنودة التي يستحقها، نقدم لكم قراءة في مذكرات هاني شنودة، للكاتب الصحفي مصطفى حمدي من إصدار دار ريشة، ويقول هاني شنودة في تقديمه للكتاب "مشواري هل كان مشوراً طويلاً أم قصيراً طويل إذا حسب بالسنين… فأنا مواليد 1943، ولكن مضى المشوار كسهمٍ انطلق، ولم أشعر بعبور الأيام سوى حالَما نظرت في المرآة وشاهدت ما فعله الوقت ولكنني مصمم حتّى من خلقني لإسعاد الناس بقدرته اللامحدودة سأختم دنياي بإسعاد الناس".
يتخذ هاني شنودة من إسعاد الناس منهاجاً لحياته، فهو دائم السعي بنشاط يُحسد عليه وبأدب جم على تقديم الحب ونشره في العمل وفي الفن وفي الحياة، هاني شنودة الذي ولد في طنطا بالمملكة المصرية عام 1943 تخرج في كلية الموسيقى عام 1966 وبعد ذلك التحق بالمعهد العالي للموسيقى "الكونسيرفتوار".
يتطرق الفصل الثاني من الكتاب "في رحاب السيد البدوي"، قصة ميلاد هاني شنودة وبداياته ونشأته الأولى وكيفية تعلقه بالموسيقى، ووالده الصيدلي ووالدته ربة المنزل، كانت الأم تمتلك بيانو وتعزف عليه وهي تغني أغاني أم كلثوم، وكانت تمتلك صوتاً جميلاً، لكن وحتى المرحلة الثانوية لم يكن الطفل متعلقاً بالموسيقى، لكنه كان متعلقاً بالرسم، بسبب إحباط والدته له من ناحية الموسيقى، حيث كانت تقول له دوماً "ودنك بايظة، صوتك نشاز".
ويأتي الفصل الثالث تحت عنوان "هنا القاهرة"، وفيه يتحدث هاني شنودة عن التحاقه بالمعهد العالي للتربية الموسيقية بمنطقة الدقي بالقاهرة، لكنه لم يستقر في القاهرة، وكان يقطع المسافة من القاهرة لطنطا يومياً عبر القطار، وفي أحد الأيام دهس "التروللي" ساقه فرقد في المستشفى سنة دراسية كاملة (ظل في الجبس ستة أشهر).
ويأتي الفصل الثالث تحت عنوان "هنا القاهرة"، وفيه يتحدث هاني شنودة عن التحاقه بالمعهد العالي للتربية الموسيقية بمنطقة الدقي بالقاهرة، لكنه لم يستقر في القاهرة، وكان يقطع المسافة من القاهرة لطنطا يومياً عبر القطار، وفي أحد الأيام دهس "التروللي" ساقه فرقد في المستشفى سنة دراسية كاملة (ظل في الجبس ستة أشهر).
ويأتي الفصل الرابع بعنوان "زوبعة في فنجان، نجيب محفوظ"، والذي يحكي فيه عن دور نجيب محفوظ في حياته "ذات يوم حضر إلينا الأديب نجيب محفوظ وقتها كان يعمل بمجال الصحافة، وسألني عن الموسيقى والفقرات التي نعزفها، وكنا وقتها نقدم مجموعة من الأغاني العالمية والإيطالية والأسبانية والفرنسية، وقال لي لماذا لا تقدم مثل هذه النوعية بالعربية، وباجماع قلنا له العربي مش عاجبنا. فقال لنا من أي ناحية، فقلت له المقدمات طويلة والأغنية ليس بها بناء هارموني وفيها إعادات وزيادات"، وتحدث عن أن ابني الرئيس عبدالناصر "خالد وعبدالحكيم"، أصبحا من جمهورهما في بداية عمله الفني، وكانا يحضران لهم أسطوانات الفرق الأجنبية من الخارج لكي يسمعوها ثم يغنوها، لأن الرقابة وقتها كانت تمنع دخول الأسطوانات الأجنبية لمصر.
وجاء الفصل الخامس بعنوان أورج حليم، ويحكي فيه هاني شنودة عن حضور عبدالحليم حافظ لحفلاتهم في فندق عمر الخيام في القاهرة، وفندق فلسطين في الإسكندرية، ودعوة حليم لهاني شنودة لكي ينضم لفرقته الموسيقية، لكن المشروع تم وأده بوفاة حليم سنة 1977.
وجاء الفصل الخامس بعنوان أورج حليم، ويحكي فيه هاني شنودة عن حضور عبدالحليم حافظ لحفلاتهم في فندق عمر الخيام في القاهرة، وفندق فلسطين في الإسكندرية، ودعوة حليم لهاني شنودة لكي ينضم لفرقته الموسيقية، لكن المشروع تم وأده بوفاة حليم سنة 1977.
وتطرق هاني شنودة لتجربته مع عدوية، ويحكي عن أغنية زحمة يا دنيا زحمة: "ذهبنا لنجري بروفة فى (استوديو 35) بالإذاعة، كنا نعزف مقاطع من الأغنية وعدوية يغنِي، بينما موظفو الإذاعة يتجمهرون فى غرفة "الكنترول"؛ ليتابعوا ما يولد بالداخل، وكأنه شيء غريب وعجيب، وهو كذلك فعلاً؛ فقد كانت المرة الأولى التى يشارك فيها البيز جيتار والدرامز فى عزف أغنية شعبية، ومن بعدها وكل الأغاني الشعبية تستخدم هاتين الآلتَين، أنا شُفت نجاح (زحمة يا دنيا) وهي بتتسجل من قبل أن تُطرح بالأسواق، وبعد أن حققت مبيعات خرافية جاءني المنتج عاطف منتصر، كعادته، وقال لي: كان عندك حق يا هاني.. أنت عملت حاجة محصلتش في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية".
ويستمر هاني شنودة في سرد مذكراته بصدق يحسد عليه، ويتخذ هاني شنودة منهجاً ثابتاً في مذكراته، هو لا يهاجم أحداً و"يهضم" الجميع ولا يبخس حق أحد، يتوارى خلف الأضواء، يذكر دوره في حياة منير وعمرو دياب على استحياء دون متاجرة بكونه صاحب أشهر اكتشافين في الموسيقى المصرية طوال نصف قرن مضى.
![]() |
هاني شنودة |
سيظل هاني شنودة رقماً صعباً في الأغنية المصرية، ومذكراته ستظل شاهدة على قصة موسيقي أحب الناس، فعبر عنهم بموسيقاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق