![]() |
عمر شاهين |
عمر شاهين *
حظي الأسد بمكانة كبيرة في الشعر العربي قديمه وحديثه، ولا غرو في ذلك فهو سيد السباع وملك الغاب وأبو الأشبال وهو رمز الشجاعة والبسالة والعزة، وقلما يخلو ديوان شاعر من ذكر الأسد فهو مذكور في معظم أغراض الشعر، وسنعرض بالتمثيل كيف تناول الشعراء المعاصرون رمزية الأسد في شعرهم في مختلف الأغراض.
1- المديح والرثاء: إذا ذكر الأسد ذكرت الشجاعة والإقدام
كقول إلياس فرحات
وحولك آسادٌ غضابٌ تبدلت من اللبدات الغبر بيض العمائم
وكقول صفوت الساعاتي
أصولٌ ذكت طيباً وطابت فروعها فما أثمرت إلا بشبلٍ وضيغم
وكقول بهجة الأثري
صُلت كالليث إذا الليـ ث على الخاتل شنَّا
2- النسيب والغزل: حيث لا نجد الليث يفترس الغزلان والظباء بل العكس
كقول محمد توفيق علي
أرسل الطيف وعلّمه كيف يلهو الظبي بالأسد
وكقول البارودي
ما كنت أعلم قبل بادرة النوى أنّ الأسود فرائس الغزلان
وكقول شوقي
رمى القضاء بعيني جؤذرٍ أسداً يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
أو كقول حفني ناصف
يا قلب ويحك إن ليثاً طرفها أوما تراه ساكناً في غاب
وكقول فوزي المعلوف
زحزح لثامك عن جبينك وابرز كليثٍ من عرينك
3- الحماسة والفخر: وهو لائق بهذا الغرض أكثر من غيره
كقول علي الجارم
أيا شباب البلاد هبّوا إلى سماء العلا أسودا
وكقول أحمد الكاشف
كذا فليخرج الأسد الهصور من الأجمات مشتداً يثور
وكقول البارودي
فما كنت إلا الليث أنهضه الطوى وما كنت إلا السيف فارقه الغمد
وقوله
ومن كان ذا نفسٍ كنفسي تصدّعت لعزّته الدنيا وذلّت له الأسد
وكقول محمد الزبيري
خرجنا من السجن شُمّ الأنوف كما تخرج الأسد من غابها
4- الوصف:
كقول محمد الهراوي يصف (أبو الهول)
جمع البأس في همامة نفس جسم ليثٍ يقلّ هامة إنسي
وكقول عبدالله النديم يصف القطار
تلقاه حال السير أفعى تلتوي أو فارس الهيجا أثار العثيرا
أو سبع غابٍ قد أحسّ بصائدٍ في غابه فعدا عليه وزمجرا
5-_الحكمة والمثل: حيث يكثر استخدام رمزية الأسد
كقول عدنان مردم
يقضي الكريم مدافعاً عن عرضه ويموت عن أشباله الضرغام
وكقول شوقي
صوت الشعوب من الزئير مجمّعا فإذا تفرّق كان بعض نباح
وكقول حليم دموس
فالنسر يوقعه الردى من جوه والليث يصرعه الردى في غابه
وكقول الشبيبي
وأجبن من صافرٍ في الحياة وأضرى من الأسد المُشبل
وكقول إلياس فرحات
لو كان عند الضأن بأس ضراغمٍ ما استمرأ الإنسان لحم الضان
وكقول المنفلوطي
أيجرؤ ذئبٌ أن يدوس برجله عريناً وفي ذاك العرين أسود
وكقول جبران خليل جبران
ففي العرينة ريحٌ ليس يقربه بنو الثعالب غاب الأسد أم حضروا
6- الهجاء والتهكم:
كقول الجواهري
يا شاتميّ وفي كفّي غلاصِمهم كموسع الليث شتماً وهو يُزدرد
وكقول معروف الصافي
كلابٌ للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود
وكقول جميل صدقي الزهاوي
أتى غابة الليث الفتى يتعرّض ولليث فيها مربضٌ ثم مربض
فخرّ صريعاً من سماع زئيره وما فيه عِرقٌ للسلامة ينبض
وكقوله
أشـاهد غرباناً بأوكار أنسرٍ وألقى ذئاباً في عرين أسود
وكقول الرافعي
أليس يرى الإنسان في القرد شِبهه فهل ذاك إلا من تكبره سُخر
كما عاقب الله الأسود لكبرها فجاء لنا في صورة الأسد الهِـر
7- العتاب والشكوى والحنين:
كقول تامر شبلي ملاط
أين العظائم حول صورٍ قبلها صيدون تزأر في ذراه أسود
وكقول الشاعر القروي
يا موطناً عاث الذئاب بأرضه عهدي بأنك مربض الآساد
وكقول زكي مبارك
أباحوا حِمى لا يقبل الضيم ربّه وتخشاه يوم الروع صائلة الأسد
وكقول خليل مطران
أنا الأسد الباكي أنا جبل الأسى أنا الرمس يمشي دامياً فوق أرماس
وكقول داوود عمون
وبنو لبنان أسد وغى أطلِقَت فيهم يد المحن
هذا وسيظل الأسد رمزاً للشجاعة والعزة ما كتبت أيدي الأدباء ونظمت ألسنة الشعراء.
* معلم محب للكتابة، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق