![]() |
إسلام عدنان |
إسلام عدنان *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
قد خطت الثورة الصناعية إلى عالم جديد لم يكن موجوداً سابقاً وقد تغيرت معه أحوال الناس والدول وأشكال حياتهم لتصبح أسهل وكذلك التعليم الذي أصبح له شكلاً مختلفاً مع ظهور علوم جديدة، وعلوم وجدت وطور عليه في العصور الحديثة، وقد زاد الاهتمام بالتعليم لأنه الحجر الأساس بالتطور إلى الأمام في كل ثورة صناعية واختراع جديد ودواء لمرض أكل أجساد المرضى ليصبح التطور والتعليم متلازمان مع الزمن.
تعد وزارة التعليم العالي الرافد الأساسي لسوق العمل من مختلف التخصصات حيث تبدأ رحلة الطلبة بعد الثانوية العامة باختصاص معين يفرضه واقع المعدل أو الميول وتتعدد الجامعات والكليات التي تدرس جميع التخصصات وبعد سنوات تبدأ رحلة سوق العمل وما يناسب كل خريج، لكن الواقع يصدمهم بعدم توفر فرص لهم؛ بسبب السياسة التعليمية الخاطئة والواقع الاجتماعي الذي يفرض على الأشخاص في الوطن العربي وهو الاتجاه إلى تخصصات معينة مثل الطب أو الهندسة أو الصيدلية، وذلك لاعتقادهم أنها تعطي مكانة اجتماعية عالية، لكن الواقع ليس كما يتصورون، حيث إن تكدس تلك التخصصات بالخريجين يحرم أغلبهم من فرصة عمل، إضافة إلى واقع الدول حيث لا تستطيع أغلبها أن تؤمن مشروعات للخريجين بالتخصصات كافة، ما يؤدي إلى زيادة البطالة وضعف المنظومة التعليمية.
لتفادي الواقع الصعب من مخرجات تعليمية خاطئة؛ علينا العمل على إزالة الفساد من بعض المؤسسات التعليمية وتسليمها إلى أشخاص قادرين على إدارتها والتطور بها ثم جعل التعليم مجاناً؛ لأن أساس التعليم في الوطن العربي حالياً قائم على دفع أموال كثيرة للدراسة، حيث يدرس من يملك المال وليس القدرة والكفاءة وذلك أضعف من قدرات المخرجات بسبب وصول الأشخاص غير الكفء إلى بعض التخصصات وذلك جعل التعليم تجارياً، والطب تجارياً، والهندسة تجارية وأدى إلى ضعف الخريجين في تخصصاتهم ما أثر على واقع سوق العمل بشكل كبير، وعدم وجود بحث علمي حقيقي والحد من إعداد الأفراد في التخصصات، وجعلهم يبحثون عن تخصصات أخرى تجعلهم يعملون بها أكاديمية أو غير أكاديمية والاتجاه إلى البحث العلمي الذي يساعد الدول على التخفيف من أعبائها بمراكز أبحاث أو دراسات استراتيجية يحوّل حال الدولة من الضعف إلى القوة.
* بكالوريوس تاريخ، الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق