![]() |
صهيب زروال |
صهيب زروال *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)لا شك أن التعليم من أهم الممارسات البشرية التي من شأنها أن تعمق الفجوة القائمة بين قابلية الإنسان المجردة للكينونة المنغلقة على تركيبتها الحيوانية واستعداده للانفتاح الممكن على الأبعاد التي من خلالها دبجت أرقى صفحات التاريخ البشري. ولعل من أبرز النقط التي لا تستقيم الرؤية بتجاوزها حقيقة ديمومة الاتصال الفعال بين مختلف المحطات التعليمية التي تنطلق، كما يصف العلم، ليس منذ الطفولة فحسب؛ بل تمتد حتى إلى المرحلة الجنينية من الدفتر الحياتي لكل فرد، بيد أن ما اصطلح عليه كتعليم عال يشكل مبلغ اهتمام مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع والدولة، خاصة في الحين الذي تنبري فيه هذه الأخيرة للتعاطي مع مسألة التناغم المثمر بين أنظمة تعليمها العالي وسوق العمل.
أولاً- لضمان تحقيق حد معتبر من ذلك التناغم تجدر المراقبة المنهجية لأنظمة التعليم العالي من خلال التأكد الدوري من امتثالها للقوانين العليا والسياسات والأهداف المحورية المضبوطة من الدولة، وبما لا يقل أهمية، الاطمئنان المستمر على مدى جودة المواد العلمية المقدمة وحداثتها وموضوعيتها وبدرجة لاحقة عمليتها ونفعيتها.
ثانياً- ينبغي الاهتمام الفعلي بمختلف المراحل التعليمية التي تسبق مرحلة التكوين العالي وهذه النقطة تشكل المحور الأساس الذي حوله يمكن التأسيس لمقاربات وتوجهات إصلاحية في شأن المسألة.
ثالثاً- وهي الفكرة التي تشكل إلى حد بعيد قوام المقال، ضرورة تعميق الوعي بترابط مختلف المراحل التعليمية من جهة، وبحقيقة الامتداد الفعلي لهذه المراحل حتى الطور الجنيني.
قد يبدو هذا طريفاً وصعباً لاستساغته، وبفعل هذا الاستغراب تغفل الأطراف عن جدية الانطلاق المبكر لما نسميه تعليماً، لكنه أضحى حقيقة قائمة محترمة في الأوساط العلمية الطبية والبيولوجية. فالجنين يبدأ التقاط الإشارات المحيطة منذ حياته الجنينية ومراقبة والتحكم في شبكة هذه الإشارات ممكن، وما التعليم في جوهره إلا تحكم واع في معطيات محيط الفرد لخلق تأثير قابل للاستمرارية.
ختاماً، تعرف كل فرد على ميولاته، ضبطها واستثمارها في التوجيه عبر مختلف المراحل التعليمية، يعد بمخرجات تعليمية أكثر تناغماً وتناسباً مع سوق العمل.
* طالب جامعي بكلية الطب البشري، الجزائر
* طالب جامعي بكلية الطب البشري، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق