![]() |
مصطفى محمد علي |
مصطفى محمد علي *
تختلف معايير النجاح من فرد لآخر تبعاً لعديد العوامل كالمرحلة العمرية والهدف المنشود وغيرهما، فالطفل البالغ خمسة أعوام مثلاً له معاييره المختلفة عن نجاح ابن العشرين، كهل الثلاثين، وشيخ السبعين، كلٌ منهم يرى مفهوم النجاح رؤية ذاتية لا تلائم سواه، فحصول ذي الخمسة أعوام على حلواه المفضلة نجاحٌ يمثّله هو فقط، كما أنّ الجلوس والحركة من دون ألم نجاحٌ يُمثل شيخ السبعين، ولا يليق بكليهما أن يكونا لابن العشرين، بل ويرى فيهما تفاهةً قياساً بنجاحه في الجامعة أو في عمله الشاقّ أو قدرته على تحصيل كثير المال.
وعلى اختلاف مفهوم النجاح عند كلّ فرد إلّا أنّ هناك ما اتفقوا عليه أعلنوا ذلك أو أسّروا، وهو ضرورة حضور الأهل والأحبّة حولهم أثناء النجاح، فتخرُّج الشباب في الجامعة أو حصولُهم على كثير المال ناقصُ الطعمِ إن كانوا وحيدين، حتّى ابنتي ذات الأربعة أعوام حين تنجح في رسم مكعّباتها كأنّها تسعد برؤيتي للرسم أكثر من سعادتها بالرسم ذاته.
فكّر في حزنِ طالبٍ جامعيٍ أُهين في امتحانٍ شفهيٍ غير أنّ أهله لم يعلموا ذلك، ثمّ فكّر في الطالبِ ذاتِه إن جاء الرسوبُ ذاتُه أمامَ أعين الأهل.
يبدو أن الفشل يتضاعف حزنُه إن كان أمامَ من نُحب، ومثله النجاح تتضاعف سعادتُه أمامهم، ويبدو أنّ الوحدة يمتدّ أثرها من أحزان الليل إلى نجاحات النهار.
عظيم 🔥
ردحذف