رزان البورنو: اغتنم الفرصة لأنك لا تعرف أي فرصة تفتح آفاق النجاح - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/15/2023

رزان البورنو: اغتنم الفرصة لأنك لا تعرف أي فرصة تفتح آفاق النجاح

مشاهدة
رزان البورنو

غزة: هدى بشير

يتسع الواقع المرير ويصبح فضاء فسيحاً بمجرد أن يلامس الطموح كيان الشخص، وتتحقق الأحلام حين تؤكد الإرادة على وجودها وتحديها للصعاب، والحديث هنا  يدور حول الشابة "رزان البورنو"، صاحبة مشروع "روز أرت هاندي كرافت" للمشغولات الحرفية والخشبية.

تتحدث ابنة الـ 23 عاماً عن بداية مشروعها وكيف أنها تمكنت من تحويل غرفة ضيقة المساحة إلى ورشة باتت حاضنة لطموحاتها وأحلامها، بعد أن ضاقت بها شهادة البكلوريوس في التكنولوجيا الحيوية، ذرعاً في الحصول على وظيفة تمحو بها سنوات الجهد والتعب من التحصيل العلمي.

وأصبحت الأيادي التي كان من المقرر لها أن تبدع في دراسة الصحة الطبية للإنسان، ترسم واقعاً مغايراً، لكنه مقرب إلى قلبها وهو ما تشهده أعمالها الفنية من الرسم بالخيطان والمسامير على ألواح خشبية مستخدمة آلات خاصة لمشروعها. 


رزان البورنو خلال العمل


تقول رزان البورنو إنها "بدأت مشروعها الخاص داخل منزلها في العام 2019"، منطلقة من شعار "اغتنم الفرصة لأنك لا تعرف أي فرصة تفتح لك الأفق والنجاح"، وتضيف "اتجهت للحرف اليدوية والتطريز حباً واهتماماً بهذا الفن، ولأجل ذلك التحقت بدورة تدريبية لتعلم فن الحفر والنقش على الخشب لمدة ستة شهور".

وتؤكد أن هذه الدورة وضعتها أمام موهبة وتحدٍ، وهي مهنة النجارة لتقابل بها الواقع الفلسطيني، خاصة أنها مهنة تحتكر على الرجال كما هو سائد في المجتمع، وهو الأمر الذي ترك لديها حافزاً لتحويل هوايتها إلى مشروع ومصدر رزق.

وحصلت على دعم من جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) لافتتاح مشروعها المختص بإنتاج المشغولات الخشبية الفنية. وتقول رزان إن عملها من المشاريع الصديقة للبيئة حيث يعتمد في أغلب عمله على إعادة تدوير الأخشاب الزائدة من المناجر المنتشرة في القطاع، بدلاً من حرقها وتلويث الهواء بانبعاثاتها الضارة.

ومع اقتراب الشهر الفضيل، يقدم مشروع البورنو مشغولات حرفية خشبية من ديكورات وتحف وهدايا، إذ إنها صممت مشغولات عدة خاصة من مضايف وفوانيس والأهلة والصواني وصناديق خشبية ومباخر، مضيفة لمستها الخاصة في الأشكال الفنية التي تنتجها كالإضاءة والورد لتمييز مشغولاتها الفنية وإعطائها رونقاً خاصاً والتسويق لأعمالها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

مشغولات رمضانية من صنع رزان

تواجه البورنو تحديات عدة، وعلى رأسها تنسيق وقت العمل كي لا تكون مصدر إزعاج للأهل والجيران، في المقابل فإن للورشة داخل المنزل حسنة لمصلحة العميل، فهي  توفر إيجار المكان الذي بدوره ينعكس على الأسعار لتصبح بمتناول الجميع.

ومن التحديات، العمل تحت الضغط واعتمادها الكلي على نفسها في الحصول على قطع الخشب، إلى صنع الشكل، إلى مرحلة التسويق وتواصلها مع الزبائن، إضافة إلى انقطاع تيار الكهرباء المتكرر الذي يؤثر بشكل مباشر على إنهاء الطلبيات والعمل حسب جدول الكهرباء في منطقتها، خاصة أن المعدات أغلبها تحتاج إلى كهرباء والعمل لساعات طويلة.

وتواجه الانتقادات من قبل المجتمع بسبب التحاقها بمهنة النجارة وقولهم "خلي الخبز لخبازه" بسبب العادات والتقاليد التي تلاحق الفتيات بالمجتمع الفلسطيني، إلا أن البورنو حولتها إلى دافع إيجابي لاستكمال مشروعها والتطور فيه، وتابعت: "أنا لدي موهبة في الفن وهي كانت حافزاً لدي لأتميز خاصة في النحت والنقش على الخشب".

وتتلقى البورنو دعماً كبيراً من أهلها وأصدقائها ومن المقربين منها، وإقبال الكثير على المنتجات؛ لأنها عمل يدوي وبمواد محلية وشغل متقن، إضافة لكونها تلبي طلبات الزبائن كما يريدون.


وتصف البورنو هذه المهنة بالخطيرة؛ لكونها تضطر للتعامل مع الأدوات الحادة بشكل مُباشر وتحتاج لقوة جسد وتحمل الضغط النفسي الكبير، إلا أنها وخلال العمل تأخذ حذرها وترتدي الملابس الواقية لضمان عدم تعرضها لأي ضرر.

وتوجه رسالة للشباب قائلة: "اكتشفوا أنفسكم وابحثوا عن شغفكم وابحثوا عن عمل وإبداع وإدارة أعمالكم حتى تحقق مصدر دخل ورزق خاص فيك في ظل الأوضاع الاقتصادية وزيادة نسبة البطالة على مستوى فلسطين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق