![]() |
الفنانة التشكيلية ندى ديب "Violet" |
دبي: عبير الصغير
ما إن تتجول بين لوحاتها المعروضة حتى تلمس تأثرها بالفن التكعيبي وأشكاله الهندسية المميزة... واستطاعت من خلال ذلك نقل مشاعرها، وبث روح الإيجابية التي تتحلى بها والألوان المشرقة في أغلب ما ترسم، ويبدو واضحاً تأثرها بالفنان الإسباني بابلو بيكاسو، رائد المدرسة التكعيبية، والذي وصفت لوحاته بالسهل الممتنع التي يحبها المتلقي وإن جهل الهدف منها، ومن أسرارها تعاطفه مع المرأة بكل حالاتها.
على هامش معرض "فنون العالم دبي" الذي استقطب الآلاف من عشاق الفن والمبدعين في مركز دبي التجاري العالمي في دورته التاسعة، خلال أربعة أيام حافلة بالأنشطة، التقت "باث أرابيا" بالفنانة التشكيلية السورية ندى ديب "فيوليت" التي تألقت في معرضها الأول.
بداياتها كانت منذ الطفولة الأولى عندما خطت ريشتها أولى لوحاتها وحازت على إعجاب المحيطين بها ولحقت شغفها لتكمل دراستها الجامعية بتخصص الفنون الجميلة.
ربما أوقفها قليلاً عن مسيرتها الفنية انشغالها بأطفالها.. لتعود بعدها بحماس المشتاق للفن الذي لم يغب أبداً عن فكرها، لتطلق العنان لموهبتها.
تميل ندى التي توقع لوحاتها باسم "Violet" إلى الفن التكعيبي لأنها وجدت فيه البساطة واللمسة المختلفة عن باقي المدارس التشكيلية الأخرى، وتشعر أنها استطاعت من خلاله إيصال فكرتها.. وتقول عن إحدى لوحاتها المعروضة التي يظهر فيها تأثرها بما حدث في بلدها الأم سوريا، بعد تعرضها لزلزال دمر وشرد الكثير: "رسمت هذه اللوحة بعد ما حل ببلدي من دمار أجهدني نفسياً، فنقلت مشاعري عبر ريشتي لتكون هذه اللوحة، ولأنني أسعى للسلام على الدوام كانت الحمامة خير ما يوصل فكرتي".
وبانتقالنا إلى لوحة تظهر فيها امرأة تميل قليلاً برأسها، تصف ديب اللوحة قائلة: "أردت في هذه اللوحة أن أظهر أن المرأة برغم تعبها وحزنها، تبقى قوية ومحافظة على جمالها، وستبقى هكذا مهما مرت بتحديات، وأنا شخصياً داعمة جدا للمرأة، وأحب أن أظهر ذلك في لوحاتي".
وعن الداعمين لندى في مسيرتها الفنية، قالت إن زوجها كان أول من شجعها وهو خير داعم لها كي تعود إلى عالم الفن، فوفر لها جميع الاحتياجات من ألوان ومواد لتبدأ بها وكذلك أولادها كانوا سنداً لها، فكان المعرض الأول.
وعن كيفية بناء أفكارها في المدرسة التكعيبية، تجيب ندى: "الفن التكعيبي لا يشبه أنواع الفنون الأخرى كما أرى، وتصل الفكرة للمتلقي بطريقة تحتاج فيها لِأن تفكر قليلاً للوصول إليها، وأظن أن لوحاتي ليست معقدة والألوان فيها جميلة ومبهجة، وتعبر عن المرأة بكل حالاتها وبالأمل الذي تحمله لمستقبل وغد أفضل.
ولأن ذائقة الجمهور تختلف، فالبعض لا يتذوق الفن التكعيبي، وقد اعتاد على الفن الواقعي، تخبرنا ندى بهذا الصدد: "في البداية كنت متخوفة قليلاً قبل المعرض، وذلك بسبب تساؤلي عن مدى تقبل الجمهور لذلك النمط، لكن الإقبال على المعرض وبيع بعض اللوحات بدد مخاوفي، وربما يعود ذلك للألوان الزاهية التي أستخدمها والفكرة غير المعقدة في لوحاتي جعلتني أصل سريعاً، لدرجة أن بعض النساء اللواتي زرن المعرض عبّرن لي عن مدى تلاقي أرواحهن وتشابههن مع النساء في اللوحات"، وتابعت: "الإقبال كان جيداً على المعرض، ولكنني لمست اهتماماً ملحوظاً من الأجانب أكثر من العرب، وشجعوني على الاستمرار في النمط الجميل الذي اتخذته وعدم التوقف بالرغم من أنني أرسم الأنماط التشكيلية الأخرى لكنني لم أعرضها هنا، وسيكون لها معرض في المستقبل القريب".
وعن طموحها وخطواتها المقبلة، أوضحت ندى أنها ترغب في أن تقيم معرضها التالي خارج دبي، وأن تتاح لها الفرصة بأن تتوسع بعرض لوحاتها في إيطاليا التي تعشقها وتزورها كل عام، وتطلع على كل جديد وقديم في مجال الفن، وهي مؤمنة بأن النجاح سيكون حليفها ما دامت تسعى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق