![]() |
ياسر دومه |
ياسر دومه *
لقـــــــــاء
مقهى هادئ يقع في دور علوي بمبنى كأنه يحتضن شارعين في خلفيته، ويحوط المكان زجاج يظهر حركة المارة والسيارات في الشارع، وتجلس سيدة تبدو في العقد الثالث من عمرها وحدها أمام منضدة، وتحتسي الشاي وترتدي بنطالاً وبلوزة، وكوفية تلف عنقها، ونظارة سوداء على عيونها، بيضاء البشرة، وتظهر مساحيق تجميل خفيفة على ملامحها، ويجلس أمامها وحده رجل يبدو في العقد الرابع من عمره، يرتدي بدلة سوداء وقميصاً أبيض وأمامه فنجان قهوة ينشغل بجمالها ثم ينتقل إليها.
الرجل: هل تسمحين لي بالجلوس؟
السيدة بصوت هادئ لا يبدو عليه الانزعاج ولا الترحيب: تفضل.
الرجل: هل تنتظرين أحداً؟
السيدة: نعم أنتظر موعد عمل.
الرجل وأنا أيضاً بعد دقائق، موعد عمل اعتيادي.
السيدة: هل تعاني التوتر مثلي لمقابلة العمل؟
الرجل: لا، لكن إن كان التوتر يظهر لك على وجهي ربما من أمور أخرى بحياتي الخاصة أمور انتهت.
السيدة: ما دامت انتهت لمَ تدعها تغزو هدوءك؟
الرجل بابتسامة: لم أدعها، هي تغزوني بلا إرادتي كنت متزوجاً وانتهت العلاقة.
السيدة: هل أنت حزين عليها؟
الرجل ضاحكاً: لا على نفسي.
السيدة: أيضاً كنت على وشك الزواج لكن انتهى كل شيء.
الرجل: لأن الرجال يعشقون النكد.
السيدة مبتسمة: نعم وهل أنت.
الرجل: بالطبع مثل كل الرجال.
السيدة ضاحكة: تعترف أنك نكدي.
الرجل: أظن من تجاربي لا يوجد أحد يعشق النكد، لكن هناك طبائع متنافرة مع تجاربي الأربع تأكدت من ذلك.
تندهش السيدة: تزوجت أربع مرات لتعرف هذا!
يضحك الرجل: لا إنها مرة واحدة ولكن ارتبطت بثلاث قبلها وكنت على وشك الزواج بهن لكن لم يحدث، لتنافر الطبائع.
السيدة: وهل تريد التجربة الخامسة؟
ينظر لها كأن ملامحه تنطق نعم، معك. نعم، محتمل ما دمت حياً لم لا؟
السيدة: أنت مغامر أم تبحث عن شيء معين.
الرجل ناظراً في ساعة يده: للأسف اقترب الموعد وتعودت أن أكون قبل الموعد مع أن المكان بالجوار.
السيدة: هل لي أن أعرف اسمك؟
الرجل: دعيها للقدر ربما نتقابل مرة أُخرى لنعرف مدى احتمال الخامسة.
يأتي اتصال على هاتف الرجل: نعم أعلم موعد المقابلة مع الموظفة الجديدة سأكون بالموعد.
السيدة: ما الشركة التي تعمل بها هل هذه هي؟ وتشير إليها من خلف الزجاج!
الرجل: نعم، أنا مالكها.
السيدة: وأنا الموظفة الجديدة التي من المفترض أن تقابلها بعد دقائق.
الرجل واقفاً: اعتبري أنك أجريتِ المقابلة، وسأتصل بك بالغد لأخبرك بالنتيجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق