![]() |
زكرياء عريف |
زكرياء عريف *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
يضطلع التعليم العالي في الوطن العربي بدور بارز في تخريج الأطر والكفاءات في مختلف الميادين الاستراتيجية الاقتصادية والصحية والتربوية؛ فضلاً عن أدواره الأكاديمية والبحثية. بيد أنه بات اليوم يتأرجح تحت وطأة أزمة كبيرة، تتمثل في العدد الكبير من الخريجين سنوياً في مقابل عدد محدود من المناصب، خصوصاً على المستوى الحكومي، فضلاً عن عزوف القطاع الخاص عن تشغيل خريجي الجامعات بدعوى ضعف مؤهلاتهم ومهاراتهم المهنية. لذلك تطرح هذه الأزمة العديد من التساؤلات، لعل من أبرزها: كيف يمكن تجسير الهوة بين مخرجات التعليم العالي وسوق الشغل؟
في تشخيص عوامل الأزمة:
تعاني العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي من تضخم معرفي، واعتماد أساليب تقليدية في العملية التدريسية تخطيطاً وتدريساً وتقويماً، وهو ما تسجله تقارير وأبحاث أكاديمية عدة؛ الأمر الذي ينعكس سلباً على المتخرج في هذه الجامعات، بحيث يحرص النظام التعليمي في عمومه على تكوين الطلبة معرفياً، وتلقينهم مهارات دنيا على غرار الحفظ، بينما تكون المهارات البحثية واللغوية والتواصلية والمهارات المرنة (Soft Skills) مثل: التواصل، التفاوض، الذكاء العاطفي، القيادة، حل المشكلات، العمل الجماعي، المرونة والتكيف مع المتغيرات، تنظيم الوقت هي المطلوبة بشدة في سوق الشغل.
في أفق تجاوز الأزمة:
بناء على التحليل السابق، يمكن القول إن أزمة سوق الشغل وارتفاع نسب البطالة في المجتمع العربي، يعودان بدرجة كبيرة إلى غياب المواءمة بين برامج التعليم العالي وسوق الشغل، فالعديد من الوظائف متوافرة في السياق الراهن إما في القطاع الخاص، أو في إطار العمل المستقل (ترجمة، كتابة، برمجة، تجارة إلكترونية..)، وهنالك منصات عربية وأجنبية تنفتح على هذه الخدمات، إضافة إلى الوظائف الحكومية رغم محدوديتها.
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
يضطلع التعليم العالي في الوطن العربي بدور بارز في تخريج الأطر والكفاءات في مختلف الميادين الاستراتيجية الاقتصادية والصحية والتربوية؛ فضلاً عن أدواره الأكاديمية والبحثية. بيد أنه بات اليوم يتأرجح تحت وطأة أزمة كبيرة، تتمثل في العدد الكبير من الخريجين سنوياً في مقابل عدد محدود من المناصب، خصوصاً على المستوى الحكومي، فضلاً عن عزوف القطاع الخاص عن تشغيل خريجي الجامعات بدعوى ضعف مؤهلاتهم ومهاراتهم المهنية. لذلك تطرح هذه الأزمة العديد من التساؤلات، لعل من أبرزها: كيف يمكن تجسير الهوة بين مخرجات التعليم العالي وسوق الشغل؟
في تشخيص عوامل الأزمة:
تعاني العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي من تضخم معرفي، واعتماد أساليب تقليدية في العملية التدريسية تخطيطاً وتدريساً وتقويماً، وهو ما تسجله تقارير وأبحاث أكاديمية عدة؛ الأمر الذي ينعكس سلباً على المتخرج في هذه الجامعات، بحيث يحرص النظام التعليمي في عمومه على تكوين الطلبة معرفياً، وتلقينهم مهارات دنيا على غرار الحفظ، بينما تكون المهارات البحثية واللغوية والتواصلية والمهارات المرنة (Soft Skills) مثل: التواصل، التفاوض، الذكاء العاطفي، القيادة، حل المشكلات، العمل الجماعي، المرونة والتكيف مع المتغيرات، تنظيم الوقت هي المطلوبة بشدة في سوق الشغل.
في أفق تجاوز الأزمة:
بناء على التحليل السابق، يمكن القول إن أزمة سوق الشغل وارتفاع نسب البطالة في المجتمع العربي، يعودان بدرجة كبيرة إلى غياب المواءمة بين برامج التعليم العالي وسوق الشغل، فالعديد من الوظائف متوافرة في السياق الراهن إما في القطاع الخاص، أو في إطار العمل المستقل (ترجمة، كتابة، برمجة، تجارة إلكترونية..)، وهنالك منصات عربية وأجنبية تنفتح على هذه الخدمات، إضافة إلى الوظائف الحكومية رغم محدوديتها.
لكن ما يحتاجه الطالب الجامعي ليكون مؤهلاً بشكل جيد، وليتمكن بالتالي من التنافس على مناصب سوق الشغل أو يخلق هو نفسه فرصة للشغل (في إطار ما يسمى بالتشغيل الذاتي أو في ريادة الأعمال)، هو تكوين متين معرفياً ومهارياً، خصوصاً في المهارات المرنة أو الناعمة والمهارات اللغوية وثقافة الأعمال، ولكن هذا الطموح لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال تحديث منظومة التعليم العالي من خلال استراتيجية متكاملة تشرك القطاعات الأخرى في صياغتها على غرار: القطاع لخاص، القطاع الثالث (المجتمع المدني والمؤسسات الوقفية)، وتعزيز المبادرة الحرة وتشجيع الطلبة على إحداث مشاريعهم الخاصة عبر تحفيزات ضريبية وتمويلات، وتحديث الأساليب التدريسية وأساليب التقويم في الجامعات، في أفق تركيزها على الجوانب المهارية واللغوية والمنهجية أكثر من التلقين المعرفي.
كما لا ينبغي إغفال وظيفة مهمة تقوم بها الجامعات وهي البحث العلمي؛ إذ ينبغي ربط البحث الإشهادي في أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه بسوق الشغل؛ من خلال إحداث حاضنات للمشاريع الطلابية (مقاولات، براءات اختراع، مراكز ومختبرات بحث.. إلخ) تضطلع بتثمين إنتاجات الطلبة التقنية والعلمية والمقاولاتية وتطويرها في أفق إنتاجها، وبذلك تسهم الجامعة بدورها في إحداث مبادرات خلاقة وتحريك عجلة سوق الشغل ودعم دينامية الاقتصاد، بدل تكديس عدد كبير من الخريجين تتلقفهم البطالة.
* مدون وباحث دكتوراه، المغرب
كما لا ينبغي إغفال وظيفة مهمة تقوم بها الجامعات وهي البحث العلمي؛ إذ ينبغي ربط البحث الإشهادي في أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه بسوق الشغل؛ من خلال إحداث حاضنات للمشاريع الطلابية (مقاولات، براءات اختراع، مراكز ومختبرات بحث.. إلخ) تضطلع بتثمين إنتاجات الطلبة التقنية والعلمية والمقاولاتية وتطويرها في أفق إنتاجها، وبذلك تسهم الجامعة بدورها في إحداث مبادرات خلاقة وتحريك عجلة سوق الشغل ودعم دينامية الاقتصاد، بدل تكديس عدد كبير من الخريجين تتلقفهم البطالة.
* مدون وباحث دكتوراه، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق