العسل وتربية النحل في غزة : شهد يُحلي مُر الحياة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/16/2023

العسل وتربية النحل في غزة : شهد يُحلي مُر الحياة

مشاهدة .
أشقاء أحمد شاهين خلال جمع العسل

غزة: طارق حمدية

يعتمد إنتاج العسل في قطاع غزة على موسمين رئيسيين، الأول في فصل الربيع والآخر في فصل الصيف، ويعول النحالون كثيراً على موسم الربيع، نظراً لجودة العسل ووفرة كمية الإنتاج، كون النحل يتغذى علي النباتات الطبيعية التي بخلاف موسم الصيّف الذي يتغذى فيه على السكر الصناعي لعدم وجود الأزهار.

وبحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن الإنتاج الفلسطيني من العسل الطبيعي يبلغ سنوياً قرابة 620 طن، ويعمل شريحة واسعة من الشباب في هذا المجال من النحالين والرياديين والجمعيات العاملة في مجال النحل، ويوجد في فلسطين حوالي 82 ألف خلية نحل، منها 59 ألف خلية في قطاع غزة، وحوالي 23 ألف خلية في الضفة الفلسطينية، وتعود ملكية تلك الخلايا لـ2000 نحال ويعمل في مهام ووظائف تربية النحل وإنتاج العسل حوالي 3 آلاف عامل فلسطيني.

واختار العديد من الشباب لا سيما أصحاب الشهادات الجامعية من مهنة إنتاج العسل وتسويقه طريقاً لهم، لكسب قوت يومهم، وليتمكنوا من التغلب على عقبات وصعوبات الحياة القاسية في فلسطين وقطاع غزة تحديداً، باذلين قصارى جهدهم من أجل استمرار تلك المهنة، علي اعتبارها مصدر دخلهم الوحيد، ويصل سعر الكيلو جرام الواحد من العسل إلى 60 شيكل تقريباً "ما يعادل 16 دولاراً أمريكي "، وهو ما يجعل المواطن الغزي غير قادر على شراء أكثر من نصف كيلو واستخدامه للضرورة فقط.

الشاب أحمد شاهين أحد مربي النحل يقول لـ"باث أرابيا": "بدأت مشروعي الخاص بتربية النحل وإنتاج العسل منذ ثماني سنوات تقريباً، كانت المرحلة الأولى بثلاث خلايا نحل في أرض زراعية بجانب بيتي، ومن ثم طورت من عملي ليضم عدد الخلايا أكبر، واستخدمت أرضاً زراعية أخرى في منطقة غير التي نسكن فيها".

استخراج العسل

ويمتلك شاهين اليوم قرابة 60 خلية، فيما تُشكل تربية النحل وإنتاج العسل مصدر الدخل الرئيس له ولعائلته، ويفعل كل ما بوسعه من أجل الحفاظ على تلك المهنة، وذلك عبر تحسين الإنتاج وجودة العسل، ويضع عدد من خلايا النحل وسط أرضه الزراعية الواسعة، معتمداً علي زراعة أشجار اللوزيات والحمضيات، لأن فيها غذاء أساسي للنحل، وتكون جودة الإنتاج أعلى.

ويشتكي شاهين ومربو النحل بشكل عام، من تقلص المساحات الخضراء بسبب الزحف العمراني المستمر، إضافة إلى استخدام المزارعين لمبيدات الأعشاب والحشرات بشكل كبير، والرعي الجائر للدواجن والمواشي، وانتشار مكبات النفايات العشوائية، إلى جانب ذلك هناك ارتفاع في أسعار العلاج الخاص بالنحل وصعوبة الوصول إلى اللقاحات.

المنخفضات الجوية والأمطار طوال فصل الشتاء، وجرف مياه الأمطار للأراضي الزراعية في المناطق الشرقية لقطاع غزة التي ينتشر فيها نسبة كبيرة من الصناديق الخاصة لتربية النحل وإنتاج العسل، إضافة إلى محدودية الأراضي المزروعة في القطاع بأشجار الحمضيات واللوزيات والكينيا.. كل تلك العوامل تسببت في انخفاض إنتاج العسل بشكل ملموس، وانعكست سلباً على هذه المهنة والعاملين فيها.

استخراج العسل من الخلية

وتُعد مهنة تربية النحل من أقدم المهن في فلسطين، وتوجد كثير من طوائف وأنواع النحل تعيش حتى اليوم في الجبال الشمالية من فلسطين، وكان الفلسطينيون القدماء يربون النحل في خلايا فخارية على شكل أسطوانات وأنابيب وتُصف فوق بعضها البعض، وأحياناً تصنع من الطين والقش، فيما ينقسم النحـل في قطاع غـزة إلى قسميـن، الأول النحل ذو اللون الأصفر ويسمى بالحارثي، وهو شرس في طباعه وقليل الإنتاج للعسل، أما النوع الثاني فيميل لونه إلى السواد، وهو أهدأ نسبياً من النوع الأول، ويمتاز بوفرة إنتاجه للعسل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق