صدور كتاب الأخلاق بين اللذة والزهد بالقاهرة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/13/2023

صدور كتاب الأخلاق بين اللذة والزهد بالقاهرة

مشاهدة
غلاف كتاب الأخلاق

القاهرة: باث أرابيا

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أخيراً كتاب "الأخلاق بين اللذة والزهد" دراسة في فلسفة الأخلاق عند كل من الأبيقوريين والرواقيين، للدكتور حمزة السروي.

ويشير المؤلف إلى أن اللذة والزهد تمثلان اتجاهين رئيسيين فى فلسفة الأخلاق لدى اليونان في مرحلة ما بعد أرسطو، إضافة إلى اتجاهين آخرين هما الشك لدى بيرون الشكاك، والتصوف لدى أفلوطين وأصحاب الأفلاطونية وأتباعه من المحدثه.

أما بخصوص اللذة فقد اهتم بها أبيقور، وأنزلها مكانة عالية، فهي تمثل محور فلسفته بل تكاد تكون هي كل فلسفته وما عداها مثل: نظرية المعرفة، أو علم الطبيعة، أو الإلهيات، ما هي إلا موضوعات مسخرة لخدمة هذه الأخلاق، لقد كان اهتمام أبيقور باللذة كبيراً حتى أنه عد عنوانها عليها.

ويعد هذا الموقف ارتداداً وتراجعاً عن العصر الذهبي لليونان، ذلك العصر الذي يمثله أفلاطون وأرسطو؛ حيث كانت تطلب المعرفة لذاتها وليس لأغراض المنفعة العملية، ويعود هذا التراجع إلى تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية، حيث"فَقَدَ اليونانيون استقلالهم وحريتهم بفعل استعمار المقدونيين لبلادهم، وفقدت أثينا هيمنتها وتفوقها السياسي والفكري، فانهارت القيم التي جعلت من اليونان مهداً للحضارة، وخضع اليونانيون للأسر والتبعية وانغمسوا في ما توفره الخاصة من متع وملذات منطوين على أنفسهم غير عابئين بالمجد السياسي، ولا بالفخر العسكري، وقد كانت الأبيقورية رد فعل لتلك الظروف، فَدَعَت إلى الانسحاب من المجتمع، وترك كل ما من شأنه أن يسبب القلق والاضطراب للإنسان، وتبنت نزعة أنانية تعمل على تحقيق سعادة الفرد عن طريق اللذة.

وأوضح المؤلف أن الأبيقورية بدأت بالتأكيد على اللذة الحسية، وبخاصة لذة البطن (الطعام والشراب)، ولكنها اكتشفت أن كل لذة يصحبها ألم، ومن ثم أجرت حساباً للذات والآلام انتهت فيه إلى أن اللذة الحقيقية هي الخلو من الألم، وهي تكاد تكون لذة عقلية قائمة على التأمل السلبي، وتذكر المواقف السعيدة فى الماضي وتوقع حدوثها في المستقبل، هكذا عالج أبيقور فكرة اللذة بحذق ومنطق حتى أحالها نوعاً من السعادة النفسية، واستبقى الفضائل المعروفة، واستبعد الرذائل، مما جعل لمذهبه الخلقي مكاناً خاصا بين المذاهب».

ويضيف المؤلف: من هنا كانت أهمية دراسة أخلاق اللذة عند أبيقور باعتبارها انعكاساً لعصر الانهيار من ناحية، وباعتبارها ملجأ للبشر وقت الأزمات من ناحية أخرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق