![]() |
ديانا الأيوبي |
غزة: طارق حمدية
تواجه المرأة الفلسطينية في قطاع غزة منذ سنوات عدة تحدياً صعباً وكبيراً، يتعلق بقدرتها على تجاوز عادات وتقاليد المجتمع المحافظ، وتخطي نظرة المجتمع الذي لا يتقبل فكرة مشاركة ووجود المرأة في مجال الأعمال الفنية والتمثيل والغناء وبعض المهن الأخرى.
الشابة ديانا الأيوبي "31 عاماً" من سكان قطاع غزة، عملت على كسر هذه الصورة النمطية، وتخطت الحواجز والعقبات كافة، وشاركت في العديد من الأدوار الدرامية على خشبة مسارح قطاع غزة، ساعيةً بذلك إلى تجسيد الواقع الحياتي والمعيشي، متجاوزةً تعقيدات الفكر الاجتماعي القائم على إنهاء وتقليص مساحة المشاركة لدى المرأة في عالم الفن والمسرح.
حصلت الأيوبي على شهادة الصحافة والإعلام من جامعة الأزهر بغزة، وهي أم لطفلين وتمتلك موهبة الفن منذ طفولتها، كما أنها واحدة من النساء اللواتي سعين دائماً لمحاربة العادات والتقاليد المجتمعية، وعملت في مجال الفن والتمثيل وتقديم العروض المسرحية، منذ سنوات حتى يومنا هذا.
وبحسب الأيوبي، فإن محدودية مشاركة المرأة في الأعمال الفنية، خصوصاً التمثيل والغناء، تعود إلى حجم الانتقادات المسيئة واللاذعة التي يواجهنها، كما تُستَبعد النساء من المشاركة في مثل هذه المجالات نظراً لوجود قيود كثيرة فرضها المجتمع عليهن".
تعمل الأيوبي في المجال الفني منذ قرابة الـ15 عاماً، وتُشير إلى أن بعض المخرجين تجاوزوا ثقافة الاختلاط بين الجنسين في الفن، وتقليص المساحة قدر الإمكان، من خلال المحافظة على العلاقة وبقائها قائمة على الحوار فقط بين الممثلين من الجنسين، من دون اللمس والمصافحة حتى لو كان الأمر متعلقاً بالأب أو الأخ في الدور التمثيلي.
بدوره، يؤكد المخرج المسرحي جمال أبو القمصان صعوبة العثور على فتيات ونساء تجيد أداء الدور التمثيلي المنوط بها وتتقنه، وهذا ما يدفعه في كثير من الأحيان لاستبدال بعض الأدوار من ناحية الشخصيات، والتغيير أحياناً في بعض نصوص السيناريو والعمل الفني.
ويضيف أبو القمصان "نواجه صعوبة كبيرة في البحث والعثور على فنانة تتناسب مع العمل والدور الفني، نظراً لقلة النساء والفتيات اللواتي لديهن فكرة القبول والمشاركة في هذا المجال، خصوصاً أن العادات والتقاليد لاتزال تفرض نفسها بقوة على أرض الواقع، وهناك قمع يُمارس على النساء يحد من مساحة الحرية والمشاركة في الأعمال الفنية".
ويوضح أن المجتمع لا يزال يفرض قيوداً بشكل مباشر وغير مباشر على وجود النساء في المجال الفني، مشيراً إلى أن كثيراً من الإناث تشترط مشاركتها في أحد الأعمال الفنية بحذف بعض العبارات من نص السيناريو والحوار، إلى جانب الالتزام بالملابس التقليدية، وغالباً ما يتعارض ذلك مع متطلبات الدور والمشهد، إضافة إلى مرافقة بعض الفتيات من أحد أفراد عائلتها خلال تأدية العروض والأعمال الفنية.
ويُعارض ويتذمر عدد كبير من سكان القطاع من مشاركة النساء والفتيات في الأعمال الفنية لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها الاختلاط بين الجنسين، وتأخرهن في العمل أحياناً؛ لكون العروض تكون غالباً في ساعات المساء، كما أن التقييد لم يقتصر على التمثيل بل امتد إلى أشكال فنيه أخرى كالغناء مثلاً أو العزف الموسيقي.
ويضيف أبو القمصان "نواجه صعوبة كبيرة في البحث والعثور على فنانة تتناسب مع العمل والدور الفني، نظراً لقلة النساء والفتيات اللواتي لديهن فكرة القبول والمشاركة في هذا المجال، خصوصاً أن العادات والتقاليد لاتزال تفرض نفسها بقوة على أرض الواقع، وهناك قمع يُمارس على النساء يحد من مساحة الحرية والمشاركة في الأعمال الفنية".
ويوضح أن المجتمع لا يزال يفرض قيوداً بشكل مباشر وغير مباشر على وجود النساء في المجال الفني، مشيراً إلى أن كثيراً من الإناث تشترط مشاركتها في أحد الأعمال الفنية بحذف بعض العبارات من نص السيناريو والحوار، إلى جانب الالتزام بالملابس التقليدية، وغالباً ما يتعارض ذلك مع متطلبات الدور والمشهد، إضافة إلى مرافقة بعض الفتيات من أحد أفراد عائلتها خلال تأدية العروض والأعمال الفنية.
ويُعارض ويتذمر عدد كبير من سكان القطاع من مشاركة النساء والفتيات في الأعمال الفنية لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها الاختلاط بين الجنسين، وتأخرهن في العمل أحياناً؛ لكون العروض تكون غالباً في ساعات المساء، كما أن التقييد لم يقتصر على التمثيل بل امتد إلى أشكال فنيه أخرى كالغناء مثلاً أو العزف الموسيقي.
في شوارع مدينة غزة تتجول الشابة ريتا أبو رحمة "22 عاماً"، تحمل آلة الكمان الموسيقية، تارة تعزف عليها بأناملها الناعمة، وتارة أخرى تسير بين الناس، متجاهلة الانتقادات التي تسمعها من بعضهم.
وبرغم أن ريتا ليست وليدة اللحظة في هذا المجال، إلا أنها تُصر على تجاوز الصعوبات الجمة، في سبيل بقائها في العالم الموسيقي، مشيرةً إلى أنها في بداية الأمر واجهت العديد من التحديات والعقبات، مثل نظرة المجتمع، وعدم تقبل فكرة العزف على آلة موسيقية في مكان عام من قبل الفتيات، لكن بإصرارها وتشجيع العائلة لها واصلت مشوارها.
وعن الانتقادات السلبية تقول "أواجه كمية انتقادات تفوق في بعض الأحيان قدرتي على التحمل، كما لو أنني أفعل شيئاً ضاراً بالحياة والمجتمع، وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات فأنا مستمرة، ويجب أن نكافح من أجل رفع وعي الناس وثقافتهم بالمجال الفني والموسيقي"، وتنتقد نظرة المجتمع تجاه الفتيات المشاركات في المجالات الفنية والموسيقية، مطالبة بضرورة رفع درجة الوعي والثقافة الموسيقية لدى الجميع.
في السياق نفسه، فاجأنا الشاب فارس عفانة، وهو مالك متجر عفانة للآلات الموسيقية، بأن الفتيات تقتني الآلات الموسيقية لغايات الزينة المنزلية وكماليات الديكور وجلسات التصوير، وليس حباً في ممارسة العزف الموسيقي، وتعلم الفن أو الشغف والموهبة.
ويضيف عفانة "برغم الإقبال على شراء واقتناء الآلات الموسيقية من قبل الفتيات، لكنها في الغالب تكون بغرض وضعها في أركان معينة داخل البيت كنوع من الديكور ودلالة عن حب الموسيقى، ونادراً ما تلجأ إلينا صبية لإصلاح آلة عزف مثلاً، وهذا دليل على أن اقتناء الآلات من قبل الفتيات لغايات ليست فنية ولا تستخدمها على عكس الشباب الذين يتوافدون بشكل دائم لإصلاح وصيانة آلاتهم الموسيقية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق