تدشين النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري في ضواحي باريس - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/18/2023

تدشين النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري في ضواحي باريس

مشاهدة
تمثال أبي العلاء المعري مع عاصم الباشا

باريس: فابيولا بدوي

بحضور عدد من العرب، خاصة السوريين والفرنسيين، وُضع هذه الأيام تمثال "أبي العلاء المعري" الشاعر والفيلسوف السوري الشهير، في الضاحية الباريسية مونتروي، وقد دُشِّن النصب التذكاري لرهين المحبسين برعاية منظمة سورية أسسها الفنان السوري المعروف فارس الحلو بالتعاون مع بلدية مونتروي.

وفي تصريح لفارس الحلو، أكد أن هذه الفعالية تأتي "انطلاقاً من الحاجة الماسة للمهاجرين واللاجئين السوريين البدء بالخروج من مستنقع الاستسلام للمظلومية، وهذا من منطلق الحرص منا على حضورنا الفاعل في مجتمعاتنا الجديدة، لهذا أسسنا وأنجزنا عملاً فنياً ضخماً يحمل هويته ومضامينه السورية المميزة، لهذا كان هذا العمل هو رأس المعري.

كما أوضح أن هذا التمثال سيكون رمزاً دائم التذكير ببلادنا وقضيتنا السورية وعدالتها، وأيقونة انتظار السوريين للسلام في بلدهم، ومثالاً صريحاً لكرامة المثقف الذي يستطيع القفز على الأوجاع وتجسيد فن يمكن من التلاحم والشعور بالاندماج وبدء الحياة من جديد.

أما في ما يخص التمثال الذي نُحت من البرونز، فإنه بحسب وسائل الإعلام الفرنسية التي تابعت حدث تدشينه بشكل لافت، وصل في الثاني من شهر مارس الحالي إلى ضاحية مونتروي القريبة من العاصمة باريس، بعد رحلة استغرقت أياماً عدة انطلقت من مدينة غرناطة.

وقد جرى الاستلام والتسليم رسمياً مع البلدية، ثم أنزل التمثال الذي يبلغ وزنه نحو 1500 كغ وارتفاع الرأس وحده 3:25 متراً، ليحتفظ به هناك كمحطة أولى على طريق الاستضافة، لهذا الرمز الثقافي السوري المهم، والتي يتمنى الفنان السوري عاصم الباشا، الذي قام بنحته، أن تكون هناك رحلة عودة طويلة يوماً ما، ستظل منتظرة ليصل التمثال إلى مسقط رأس الشاعر في معرة النعمان السورية.

وعن خلفيات تشييد تمثال المعري، يقول الباشا إن هذا المشروع هو إضافة ثقافية ورمزاً لدعوته استخدام العقل، لهذا إنجاز عمل المعري هو رمز لمواجهة الداعين إلى الجهل أو التجهيل الممنهج، ومن أهم أسباب هذا العمل هو التذكير بثقافتنا وهويتنا وطموحاتنا.

يذكر هنا أن الشاعر والفيلسوف أبا العلاء المعري في التاريخ الإسلامي، قد اشتهر بأشعاره وفلسفته ونظرته السوداوية وعزلته الطويلة، وقد ولد المعري في العام 363 هجرية في معرة النعمان جنوبي إدلب ونُسب إليها، كما أنه قد أصيب بالجدري في طفولته، ففقد بصره لهذا لقب بـ"رهين المحبسين". وكان زاهداً في الدنيا، وامتنع عن الزواج، وانعزل عن الناس حتى وفاته في العام 449 هجرية في مسقط رأسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق