فلسطيني يصنع من منزله معرضاً للصخور النادرة والأحجار الثمينة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/06/2023

فلسطيني يصنع من منزله معرضاً للصخور النادرة والأحجار الثمينة

مشاهدة
رمضان أحمد

غزة : طارق حمدية

عمل الفلسطيني رمضان أحمد على جمع مئات قطع الحجارة والصخور المميزة والنادرة، من كافة أنحاء قطاع غزة، ووضعها داخل منزله الصغير في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ليحوله إلى معرض للصخور النادرة والأحجار الثمينة، يبهر كل من دخله بجماله الخلاب وما يحتويه من مقتنيات، جمعها طوال السنوات السابقة، ولم يكن يدرك أن تلك القطع لها قيمتها الكبيرة، لكن بعض الخبراء والمتخصصين في هذا المجال ممن اطلعوا عليها أكدوا له ذلك، واكتشفوا أن بعض الحجارة تُعد من الآثار وأخرى نادرةً.

يقول أحمد "62 عاماً" لـ"باث أرابيا" "بدأت رحلتي ومشواري في جمع الأحجار الكريمة والصخور النادرة حينما كنت أعمل مع والدي شمال فلسطين في مجال بناء الجدران الصخرية قبل حوالي 40 عاماً، وكان من ضمن الجدران نوع من الصخور القشرية، عملنا على فصل بعضها عن بعض، ورأيت في بعضها رسومات وقشريات تشبه قشور زعانف الأسماك، ولم يكُن يسمح لنا بنقلها من شمال فلسطين لمنطقة سكني".

رمضان أحمد 


ويُعد رمضان صاحب خبرة كبيرة إلى حد ما في صقل الصخور والحجارة والتعامل معها دون تعريضها للتلف باستخدام بعض المعدات الخاصة، حيث تحظى هذه القطع بملمس ناعم بعد عملية صقلها التي يقوم بها، كما أنه يمتلك إبريقاً نحاسياً يُعد من الأندر في العالم، نُقش عليه بالأحرف العربية ويعود تاريخه إلى عصر ما قبل الإسلام، وبحسب قوله إنه تواصل مع خبراء دوليين في مجال الآثار وأكدوا له ذلك.

ويضيف "كان لدي الهواية والشغف والخبرة التي اكتسبتها من العمل مع والدي في الصخور، فبدأت بالبحث وجمعها من قطاع غزة، وأنا على علم ويقين أن معظم الصخور الموجودة في قطاع غزة أساسها من شمال فلسطين، وكنت متوقعاً أن أعثر على صخور عليها رسومات ونيازك وأحجار كريمة، وبالفعل وجدت العديد من تلك الصخور".

يكمل حديثه ويقول: "تواصلت مع العديد من المتخصصين وخبراء الآثار، من بينهم الدكتور زهير شاكر والمقيم في دولة الأردن، وهو عضو في منظمة "اليونيسكو"، لم يصدق الأمر في البداية حتى أرسلت له صور لبعض تلك القطع الصخرية والأحجار، وأكد لي أن هذه الحجارة نادرة والرسومات الموجودة على بعضها تدل أن عمرها يزيد عن 35 ألف عام، ومنها ما هو مسجل لدي "اليونيسكو" وأوصاني بالمحافظة عليها وعدم التفريط بها، لأنها لا تقدر بأي بثمن".

ويضم متحف أحمد بين ثناياه حجر البصمة الشهير، وحجر نيزك قمري والمعروف بندرته العالمية بين الأحجار، وحجارة منقوش عليها أشكال ورسومات غريبة تعود لعصور قديمة، وصخور نيازك فضائية، كما يحتوي على حجر كبد الحوت الفريد، وحجر الياقوت الأخضر والكهرمان، إضافة لطاحونة القمح الصخرية التي يزيد عمرها عن 160 عاماً.

ويسعى جامع الحجارة الفلسطيني إلى تطوير متحفه الصغير، والعمل على اقتناء المزيد من الحجارة والصخور، ليحافظ عليها من الاندثار، وخشية من وقوعها في أيدي أشخاص لا يعرفون قيمتها التاريخية أو ثمنها، ويعمل جاهداً حتى يومنا هذا في ممارسة هوايته، فتارة يذهب إلى شاطئ البحر باحثاً عما تقذفه الأمواج، وتارة أخرى يتنقل بين المعامل التي تحطم الصخور وتحولها إلى حصى تستخدم في البناء وأعمال الخرسانة، إضافة إلى تجوله بشكل دوري في الأسواق الشعبية لعله يجد ما يبحث عنه فيها من قطع حجرية نادرة.

رمضان أحمد

ولا يكترث عاشق الحجارة للسن، أو صعوبة المشي لمسافات طويلة باحثاً عن شغفه، حيث منح معظم وقته لتلك الهواية، متمنياً أن يأتي يوم يعرض ما جمعه في متحف كبير يبرز ويظهر قيمتها الأثرية والتاريخية، ويختم حديثه "جمع الحجارة هوايتي المفضلة منذ سنوات طويلة، وأنا سعيد بهذا العمل وما أمتلك منه، ومستمر فيه حتى اليوم الأخير من حياتي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق