![]() |
مصطفى محمد علي |
لا أُخفيكم سراً، أصبحتُ لا أتقبلُ كلامَ النّاصحين ولا أحبُّه، وربّما تطوّر الأمرُ من عدمِ تقبُّلِ كلامِ الناصحين إلى عدمِ تقبُّلِ الناصحين أنفسِهم، ما حاولتُ تتبّعَ أسبابِ هذا الإحساس لكنْ أظنُّه لسوءِ أدبِهم في النصح باختيار الكلمات أو الأوقات غيرِ المناسبة وربّما لسوءِ الناحية الاجتماعية عندَ شخصي، وفي الحالتين كلتيهما أصبحتُ على ما أصبحت.
وهنا عليّ أن أفرّق بين شيئين لئلا يَلتبسا على أحدٍ فيسيء فَهْمِي: أحب إعلامي بالطريق الصحيح من الخطأ، أحب أن تُخبرني أن هذا المسلك نهايتُه كذا بينما المسلك الآخر نهايتُه كذا، لكنّما إن وجدتني أعرفُ ما تقول قبلما تقول فلا تقله، فإنّه يقع في نفسي موقعاً يُغضبها، ولا يَصدمُك عدم تقبّلي له إن قلتَه، النصيحة لها وقتُها وأسلوبُها، وما دمت لا تدري ذلك فإنّك لستَ أهلاً لها.
غير أنّ ثمّة شخصين يجب تقبُّل كلامِهما على أيّ أسلوب وفي أيّ وقت وهما أبي وأمي، وطالما أنت سواهما فتوقّف عن نصحي ما دمتُ لم أطلبُه، وانتبه أنّ حديثي لا يقتصر على النصيحة العلنية وإنما السِرّية أيضاً، فيا أيها الناصحون عليكم أنفسَكم والسلام.
* طالب جامعي، تخصص صيدلة، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق