د. عزالدين جلاوجي: جائزة كتارا تتويج لمشروع كامل استمر ربع قرن - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


3/15/2023

د. عزالدين جلاوجي: جائزة كتارا تتويج لمشروع كامل استمر ربع قرن

مشاهدة
عزالدين جلاوجي

طرطوس، سوريا: حسام الساحلي

سطع اسم الدكتور والكاتب الجزائري عزالدين جلاوجي مؤخراً بعد الإعلان عن فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية عن روايته "عناق الأفاعي" في الدورة الثامنة للجائزة، التي أعلن عن نتائجها من مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في العاصمة الفرنسية باريس، لأول مرة في تاريخ جوائز الرواية العربية.

 وقد جاء الإعلان عن الجائزة على هامش احتفال المنظمة الأممية بإطلاق الأسبوع العالمي للرواية خلال الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام بمبادرة من مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) في قطر. الدكتور عزالدين جلاوجي أستاذ محاضر في جامعة محمد البشير الإبراهيمي بمدينة برج بروعريريج، صدر له أكثر من أربعين كتاباً في النقد والرواية والمسرح وأدب الأطفال، وقدمت عن أعماله مئات البحوث والدراسات والرسائل في الجامعات داخل وخارج الوطن.

لمزيد من التفاصيل التقت "باث أرابيا" بالروائي عزالدين جلاوجي، وكان لنا معه هذا الحوار:

* عناق الأفاعي، ما حكايتها، بأي زمن تتحرك أحداثها؟ ما الذي تريد أن تقوله لنا؟
- عناق الأفاعي رواية صدرت في العام 2021 في ستمئة صفحة، وهي جزء ثالث في "ثلاثية الأرض والريح"، أصدرتها مجتمعة في ألف وثمانمئة صفحة، وأعدها ملحمة سردية تغطي فترة زمنية تمتد لأكثر من قرن، تدين الاحتلال والعنف ومصادرة حق الإنسان في العيش على أرض بأمان، وبما يؤمن به ويعتقده، وتمجد الإنسان في حفاظه على انتمائه وذاكرته، ومحافظته على وجوده وكينونته وهويته، وبالتالي فهي ثلاثية تنتصر للإنسان، وترفع صوتها عالياً ضد أعداء الإنسانية، ضد المحبة والتسامح وقبول الآخر.

تتحرك رواية عناق الأفاعي في فترة السبعين سنة الأخيرة من القرن العشرين، وهي فترة الصدام الكبير والمسلح بين حضارة الغرب المتمثلة في فرنسا وحضارة الشرق المتمثلة في الجزائر آنذاك، لتكشف الرواية عن قيم الإنسان فيهما، المتكئة على مرجعيات فكرية وفلسفية وتاريخية ودينية بالأساس.

الرواية التاريخية كما هو معلوم لا يعنيها التاريخ وإن انطلقت منه، ولا تقصد التاريخ في حد ذاته وإن اتكأت عليه، إنها تسعى كي تخاطب الحاضر والمستقبل، ورواية عناق الأفاعي تدق ناقوس الخطر لتنبه الإنسان إلى مخاطر الحروب، لتهمس في أذنه أن التقدم المدني الآلي لا معنى له إن لم يصحبه رقي في القيم الإنسانية، لتقول للإنسان عندنا أيضاً إن الخطر الذي أحدق بالأسلاف ما زال محدقاً بنا دوماً، ويجب الانتباه لما يحاك من مؤامرات ستستمر ما بقي الإنسان، خاصة في ظل حضارة تدعو للعولمة وتدعو لنهاية التاريخ.


* أصدرت منذ أشهر روايتك العاشرة "هاء، وأسفار عشتار"، بم يوحي العنوان؟ وما الذي أضافته هذا الرواية؟
- ليس مطلوباً من المبدع أن يبوح بسر عناوين أعماله، ولا بأسرار نصوصه، لأنه ليس من اللائق أن يمارس الإبداع ثم يمارس النقد على إبداعه، ويقيناً العنوان في "هاء، وأسفار عشتار" حمال أوجه، ويشرع أبواباً واسعة أمام التأويل، وحتماً قراءة النص ستضيء على كثير من جوانبه، وهو نص أردته مختلفاً عن بقية نصوصي، وإضافة جديدة لمشروعي السردي على الأقل، والذي أسعى دوماً أن لا أكرر فيه نفسي، كما أردته أن ينفتح على عوالم التجريب هندسة وبنية ولغة وثيمة أيضاً وهو يطرح سؤال الحرية والعبودية.

* وما الجديد الذي ينتظره قراءك؟
- سأصدر روايتي الجديدة "علي بابا والأربعون حبيبة" قريباً، وكنت قد أكملت كتابتها منذ عام، وأجلت صدورها إلى اليوم، لأفسح المجال أما روايتي "عناق الأفاعي"، و"هاء، وأسفار عشتار" لتأخذا حقهما من التداول والقراءة والنقد، وروايتي الجديدة تحلق في عوالم الموروث والأسطورة والعجائبية، بحثاً عن المتعة والجمال، مساءلة وتثويراً، وإعادة قراءة على ضوء متغيرات كثيرة.

إضافة إلى هذه الرواية، اشتغلت على ثلاث مسرديات سترى النور في مقبل الأيام.

* على ذكر المسردية، أي تجريب هذا؟ وما الذي أضافه للمشهد السردي والمسرحي معاً؟
 شهد فن المسرح تجارب كثيرة على مستوى الخشبة، وثورة على ما عرف بالمسرح الأرسطي، إلى البرختي إلى ما بعد البراختية، وظل النص المسرحي، في حدود علمي، يركن للقديم دون أن يمسه التجريب، ظل مجرد تابع لبعبع كبير يسمى الخشبة، لدرجة أن تم التنمر عليه بإقصائه تماماً، أو على الأقل باعتباره أضعف حلقات المسرحة، وبذلك ضيعنا ملايين النصوص التي كتبت، مثلت أو لم تمثل ثم ضاعت، وما بقي منها عصياً على النسيان، ظل يركن في رفوف اللامبالاة لا يملك إغراء القارئ.

 من هنا جاء التفكير في خوض غمار تجربة جديدة، يكتب فيها النص المسرحي بطعم جديد، ويتزاوج فيها السرد على اتساعه بالمسرح، فيقرأ النص بصرياً على أنه سرد، ولكنه في جوهره مسرحية كاملة الأركان، يمكن الأخذ بيدها إلى خشبة المسرح دون تغيير، بمعنى أننا استفدنا من تقنيات السرد دون أن نجرح كبرياء المسرح، ولا عجب في هذا التلاحم، فالأجناس الأدبية تتعانق وتتلاحم وتتلاقح، فتنتج عنها أجناس أدبية جديدة، يفرضها التطور البشري.


* من أين تستوحي أفكار رواياتك؟ وما طموح قلم الروائي المبدع عزالدين؟

- مرجعيات الكتابة لدي عديدة ومتشعبة، منها واقع الإنسان الجزائري والعربي، الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي، وقد تجلى مثلاً في أعمالي (راس الحنة 1+1=0، الرماد الذي غسل الماء، الأقنعة المثقوبة، مملكة الغراب، أحلام الغول الكبير)، ومنها التاريخ وقد تجلى في (ثلاثية الأرض والريح، وفي رواية العشق المقدنس، ملح وفرات) ومنها الأسطورة والتراث وتجلت مثلاً في (هاء، وأسفار عشتار، وعلي بابا والأربعون حبيبة، غائية الحب والدم)، النفس الإنسانية وتجلى مثلاً في روايتي (حائط المبكى)، وإلى غير ذلك.

* كيف يمكن أن تقيم إسهامك في الكتابة النقدية، والكتابة في أدب الأطفال، وأنت الذي كتبت فيه الكثير من المسرحيات والقصص؟
- قدمت أحد عشر كتاباً في النقد جلها في نقد المسرح، كما فيها في نقد السرد والشعر والأدب الشعبي وأدب الأطفال، كما قدمت أربعين مسرحية وسبع قصص للأطفال، كانت التجربة النقدية رغبة مني في مشاكسة بعض النصوص، أو للحاجة العلمية، وكانت الثانية في بداية مساري الإبداعي، وكل ما قدمت نقداً وأدب أطفال متروك للمتلقي له وحده الحق في الحكم عليه، والأمر ذاته بالنسبة لفن القصة الذي قدمت فيه ثلاث مجموعات قصصية، فيها الكثير من التجريب والتمرد والإضافة، لكني الآن تركت كل هذا لأخلص لفنين، الأول هو الرواية فن عشقته وهمت به، والثاني هو فن المسردية الذي اخترت له مصطلحه، وأصدرت فيه خمسة عشر كتاباً، وأحاول التنظير له، وسأعكف هذا الصيف على كتابة مجموعة من النصوص، خططت لها وتنتظر أن ترى النور على يدي.


* ماذا عنى لك الفوز بجائزة كتارا؟ وكيف تعامل المتلقي الناقد مع نصوصك؟
- كان تتويجاً كبيراً ورائعاً، أحسست أنه منحني ثقة أكبر في ما أبذله من جهد استمر لربع قرن، وبالتالي فهو ليس تتويجاً لرواية واحدة بقدر ما هو تتويج لمشروع كامل متنوع قدمت في خمسين كتاباً، وهو مشروع لفت إليه انتباه القراء والنقاد على وجه الخصوص، فقدموا فيه مئات الدراسات والرسائل والمقالات في كل ربوع الوطن العربي وحتى خارجه.

عن نتاجات الكاتب

النتاج الروائي:

• “الفراشات والغيلان”، 2000

• “سرادق الحلم والفجيعة”، 2000

• “راس المحنة 1+1=0″، 2001

• “الرماد الذي غسل الماء”، 2005

• “حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر”، 2011

• “العشق المقدنس”، 2014

• “حائط المبكى”، 2016

النتاجات الأخرى

• “لمن تهتف الحناجر؟” (مجموعة قصصية)، 1994

• “صهيل الحيرة”(مجموعة قصصية)، 1997


معلومات أخرى (جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ)


• جائزة جامعة قسنطينة سنة 1994

• جائزة مليانة في القصة والمسرح سنة 1994

• جائزة المسيلة سنة 1994

• جائزة مليانة لأدب الطفل

• جائزة وزارة الثقافة بالجزائر للعام 1997 والعام 1999

• شارك في ملتقى البابطين الكويتي بالجزائر سنة 2000

• شارك في ندوة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء العرب بتونس جانفي 2003

• شارك في مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب العرب ديسمبر 2003

• شارك في عكاظية الشعر بالجزائر العاصمة 2007

• ملتقى الرواية الجزائرية في المغرب 2007


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق